هدأت الاشتباكات في مدينة الديوانية العراقية، التي شهدت أجواء حذرة أمس، فيما تواصلت الهجمات، مستهدفة بشكل لافت، المسؤولين العراقيين، وكان أبرزها اغتيال عامر الهاشمي، شقيق الأمين العام لـ «الحزب الإسلامي» ونائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي، في وقت يتصاعد فيه استهداف الجنود الأميركيين في أنحاء متفرقة من البلاد.واقتحم مسلحون يرتدون زي رجال الشرطة ويستقلون سيارات تحمل شعارات وزارة الداخلية، صباح أمس، منزل الهاشمي في شمال بغداد، وقتلوه رمياً بالرصاص، كما قتلوا حراسه وخطفوا ابنه.
وأوضح مصدر إعلامي في «الحزب الإسلامي» أن الهاشمي يعمل «مستشاراً عسكرياً في رئاسة الجمهورية برتبة فريق».
والقتيل هو الثالث من عائلة الهاشمي، إذ قتل مسلحون أواخر نيسان الماضي شقيقته ميسون، مسؤولة المكتب النسوي في «الحزب الإسلامي»، كما قتل في منتصف نيسان الماضي شقيقه محمود. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن اغتيالهما.
وندَّد الرئيس العراقي جلال الطالباني ورئيس الوزراء نوري المالكي، في بيانين منفصلين، باغتيال الهاشمي، وقالا إن هذه العملية تستهدف عرقلة عملية المصالحة الوطنية وبث الفرقة بين العراقيين. وطالب الطالباني الأجهزة المختصة «بالتحرك الفوري للقبض على الجناة وكشف الجهات التي تقف وراءهم».
أما المالكي فقال من جهته إن «هذا الاعتداء يكشف أن الجماعات التي تقف وراء هذا العمل تسعى لإعاقة العملية السياسية وإثارة الفتنة في البلاد وإعادة عجلة التاريخ إلى الوراء».
وحمَّلت قائمة «جبهة التوافق» الميليشيات مسؤولية الحادث وحذرت الحكومة من احتمال فشل مشروع مبادرة المصالحة الوطنية بسبب «امتناعها» عن حل الميليشيات.
من ناحية أخرى، عثرت الشرطة، في وسط بغداد أمس، على جثة مدير الشؤون الداخلية في وزارة الداخلية وعليها آثار طلقات نارية. كما قتل مدير شرطة ناحية ربيعة في محافظة نينوى، في انفجار أمس.
وأعلن مصدر أمس نجاة عضو مجلس محافظة البصرة ومسؤول حركة «الوفاق الوطني العراقي»، التي يتزعمها رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي، غالي الموسوي، من محاولة اغتيال تعرض لها مساء أول من أمس في المدينة. وقتل 21 شخصاً وأصيب العشرات بجروح في أعمال عنف متفرقة، بينهم 13 سقطوا في انفجار سيارة مفخخة استهدفت سوقاً شعبياً في بغداد قبيل موعد الإفطار، وطفلة في الثانية من عمرها غرب بعقوبة، وضابطان رفيعا المستوى في ديالى. وعثرت الشرطة على رأسين مقطوعين قرب ناحية هبهب، قضاء الخالص.
واختطف مسلحون مجهولون أمس 11 جندياً عراقياً من نقطة تفتيش للجيش في مدينة الصدر شرقي بغداد.
وأعلن الجيش الأميركي أمس مقتل أربعة من مشاة البحرية الأميركية (المارينز) جراء إصابتهم في الأنبار أول من أمس.
ورفعت السلطات المحلية في مدينة الديوانية (180 كلم جنوب بغداد) حظر التجول أمس، إلا أنها منعت دخولها أو الخروج منها، غداة مواجهات عنيفة بين قوات أميركية ــ عراقية مشتركة ومسلحين.
وقال النائب العراقي عن «الكتلة الصدرية»، نصار الربيعي، أمس، أن الحكومة تقوم بتمديد بقاء القوات الأميركية في العراق ذاتياً من دون الرجوع للبرلمان. وطالب الربيعي الحكومة العراقية بالإسراع في إنهاء ولاية القوات الأميركية على الأراضي العراقية، مشيراً إلى أن «العملية السياسية استكملت في العراق».
وقال الربيعي، من ناحية أخرى: «نحن ككتلة داخل البرلمان قدمنا طلباً إلى الهيئة الرئاسية للبرلمان بوقف العمل بالأمر 17 الصادر عن سلطة الائتلاف المؤقتة التي تشكلت عقب سقوط النظام السابق، الذي نص على تمتع أفراد الجيش الأميركي بالحصانة». وتساءل: «عن أية حصانة يتحدثون والقوات الأميركية تقتل كيفما تشاء؟».
(الأخبار، ا ب، ا ف ب، رويترز، يو بي اي)