غزة ــ رائد لافي
المجازر الإسرائيلية دخلت يومها الثاني، والوعي الفلسطيني لا يزال في سباته العميق؛ فالقتل لم يحفّز الفلسطينيين بعد على الالتفاف حول هدف مواجهة المحتل، واقتتال الأخوة متواصل على مرأى ومسمع الدبابات الإسرائيلية

صعّدت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها أمس، لليوم الثاني على التوالي، في قطاع غزة، حيث استشهد أربعة فلسطينيين، ما رفع عدد الشهداء الفلسطينيين خلال 24 ساعة إلى 13 فلسطينياً.
ولليوم الثاني أيضاً، لم يفلح العدوان في تخفيف حدة الأزمة الداخلية، فاستمرت التصريحات النارية من قطبي النزاع، “فتح” و“حماس”، واندلعت اشتباكات بين مسلحين من الطرفين أوقعت قتيلاً و32 جريحاً.
واستشهد أربعة فلسطينيين، بينهم امرأة، في جريمتين منفصلتين؛ الأولى وقعت عندما أطلقت طائرة استطلاع إسرائيلية صاروخاً واحداً على الأقل في اتجاه سيارة مدنية في بلدة بيت لاهيا (شمالي قطاع غزة)، ما أدى إلى استشهاد ثلاثة من أعضاء “كتائب عز الدين القسام”، الجناح العسكري لحركة “حماس”، وتحول أجسادهم إلى أشلاء مقطّعة وممزقة.
ونعت “كتائب القسام” في بيان، شهداءها الثلاثة، وهم: راسم فتحي ظاهر (33 عاماً)، ومحمد التلولي (19عاماً)، وعماد نايف المقوسي (30 عاماً).
وكانت قوات الاحتلال قد قتلت زهر أحمد قديح (33 عاماً)، وهي أم لخمسة أطفال، داخل منزلها في بلدة عبسان الجديدة، في إطلاق كثيف للنيران صدرت عن الوحدات الخاصة الإسرائيلية.
وكان ثلاثة فلسطينيين، بينهم طفلة، قد استشهدوا ليل الخميس ـ الجمعة جراء قصف إسرائيلي استهدف منزلاً في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، يملكه القيادي في “كتائب القسام” أشرف فروانة.
وقال مدير العلاقات العامة في مستشفى الشفاء الحكومية، الدكتور جمعة السقا، لـ“الأخبار”، إن الشهداء هم أيمن فروانة (40 عاماً)، شقيق أشرف، والطفلة إيمان الحرازين التي لم تتجاوز عامها الثاني، ووالدها أسامة، فيما أصيب 13 فلسطينياً بجروح بينهم عدد من الأطفال.
في غضون ذلك،وقال مصدر طبي فلسطيني إن الفتى محمود زملط (14 عاماً) قتل، فيما أصيب 32 شخصاً غالبيتهم من النساء والأطفال في اشتباكات بين حركتي “فتح” و“حماس” في قطاع غزة.
سياسياً، شدد رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية على تمسك حكومته بـ “القواعد الخمس”، والالتزامات التي لا يمكن التخلي عنها رغم كل الضغوط الخارجية والداخلية التي تريد أن تفرض عليها القبول بشروط الرباعية “الظالمة”.
وفنّد هنية، خلال خطبة الجمعة في مسجد الرحمة في مدينة خان يونس جنوب القطاع، القواعد الخمس بأنها “الالتزام والتمسك بالحقوق والثوابت العربية والإسلامية على أرض فلسطين بما في ذلك الالتزام بعهدة الشهداء والوفاء لدمائهم”. وقال إن إسرائيل “حظيت سابقاً باعتراف بعض أبناء شعبنا، وباعتراف أممي، ولكنها تبحث اليوم عن ورقة الاعتراف الإسلامي، وهم يرون أن هذه الحكومة الفلسطينية هي المدخل لذلك”. وأضاف “لن نعطي هذه الورقة لكم، ولن نسقط تحت الضربات ولن نلجأ إلا إلى القوة القاهرة”. والقاعدة الثانية وفقاً لهنية هي “الالتزام والتمسك بشرعية المقاومة وصد الاحتلال”.
وأكد هنية الالتزام “بوحدة وتماسك الشعب الفلسطيني وتوفير كل عناصر القوة والثبات له حتى يتمكن من الصمود”. وشدد على استمرار حكومته بما أطلق عليه “المشروع الإصلاحي” كقاعدة من القواعد الخمس.
أما القاعدة الخامسة التي ستلتزم بها الحكومة، فقال هنية إنه “يجب حماية القضية الفلسطينية في بُعدها العربي والإسلامي ومنع الاستفراد بالشعب الفلسطيني”.
في دمشق، دعا رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل، ليل الخميس ـ الجمعة، إلى إقامة دولة فلسطينية على الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 1967. وقال، أمام قيادات فلسطينية بعد حفل إفطار في دمشق، “أدعو الى قمة عربية فلسطينية تطالب بدولة في غضون أربع سنوات”.
وقال مشعل إن “المخرج الحقيقي هو في تأليف حكومة وحدة وطنية فلسطينية حقيقية على أجندة فلسطينية لا تنفرد فيها حماس ولا فتح، وتشارك فيها القيادات الفلسطينية المستقلة وباقي المنظمات”. وأضاف مشعل أن “الحركة لا ترى أي مكسب سياسي في الاعتراف بإسرائيل”، مشدداً على أن “حماس لن تخضع سياسياً ولن تفرط بثوابت الوطن ولن تعترف بإسرائيل ولن تتخلى عن المقاومة”.