strong>اختلطت الأمور في العراق على العراقيين والاميركيين. الجدل مستمر بشأن قانون الأقاليم في ظل خوف من التقسيم، وشائعات عن استهداف الحكومة تقلق المالكي، والأصوات البريطانية العسكرية المعارضة للحرب تتصاعد، والعنف لا يتوقف ودماء العراقيين ما زالت تراق، وفي ازدياد لافت
حرص الرئيس الأميركي جورج بوش على أن يطمئن بنفسه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إلى عدم صحة الشائعات عن تحديد الولايات المتحدة مهلة لحكومته للإمساك بزمام الأمور، فيما تتصاعد وتيرة مقتل الجنود الأميركيين باضطراد، ليبلغ عددهم 57 منذ مطلع الشهر الجاري، مع الاعلان امس عن مقتل سبعة منهم.
وقال المتحدث باسم البيت الابيض طوني سنو، إن بوش اتصل بالمالكي امس، وأجرى معه محادثة استمرت قرابة ربع ساعة. وأضاف «قال الرئيس (للمالكي): لا تقلق من فضلك، إنك تتمتع بدعمنا الكامل»، مشيراً الى «تشديد الرئيس على التزامه دعم الحكومة العراقية المنتخبة ديموقراطياً، وتشجيعه رئيس الوزراء على تجاهل الشائعات عن سعي الولايات المتحدة الى فرض مهلة على حكومة المالكي». وأوضح سنو أنه لا يستطيع تحديد مصدر تلك «الشائعات»، لكنه رجح أن تكون ناتجة من التصريحات الاخيرة للنائب الجمهوري جون وارنر.
من جهة أخرى، دعا وزير الدولة البريطاني لشؤون الجيوش آدم اينغرام حكومة بلاده أمس الى إجراء نقاش بشأن وجودها العسكري في العراق وأفغانستان. وقال اينغرام، في قاعدة مولزوورث الجوية شرقي بريطانيا: «نحتاج الى نقاش وطني في ما نفعله في العراق وأفغانستان والبلقان وأماكن أخرى».
ودافع الوزير عن رئيس أركان الجيش البريطاني ريتشارد دانات، الذي اعرب الجمعة الماضي عن امله في انسحاب سريع للقوات البريطانية من العراق. وأضاف: «لا اعتقد أن دانات تجاوز الخط الاصفر، إنه عمل القيادة العسكرية العليا، عليهم قول الحقيقة»، مشيراً الى أن رئيس الأركان «لم يقل شيئاً يختلف عن وجهة نظرنا».
من جهته، قال المالكي في مقابلة مع صحيفة «يو اس اي توداي» نشرت امس، إنه بحاجة الى اشهر للبدء بنزع سلاح الميليشيات، مشيراً الى أنه الّف لجنة «لإعادة النظر سياسياً وعسكرياً من أجل عزل ومواجهة الميليشيات، الا أنها ستستغرق وقتاً».
وكشف النائب حسن السنيد، عضو لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب، عن عقد مؤتمر «لمعالجة مشكلة الميليشيات» بعد عيد الفطر، في قت أفاد فيه النائب عن كتلة رئيس الوزراء الاسبق إياد علاوي وائل عبد اللطيف، بأن «عدد المليشيات في العراق، وفق إحصائيات الدولة الرسمية، وصل الآن إلى 28».
في هذا الوقت، شدَّد الأمين العام لـ«هيئة علماء المسلمين» في العراق الشيخ حارث الضاري على رفضه تقسيم العراق «حتى لو أعطي السنة ثلاثة أرباعه»، موضحاً أن «الهيئة» تريد عراقاً موحداً ويحكمه من يحكمه.
وقال الضاري، في تصريح نشرته صحيفة «عكاظ» السعودية امس، إنه «لا علاقة للسنة بالمقاتلين الإرهابيين في العراق»، مضيفاً «نحن لا نحتاج إليهم بل نحتاج إلى دعم سياسي ومعنوي وإعلامي».
وأصدر الزعيم الشيعي مقتدى الصدر امس بياناً يتضمن «توجيهات الى جيش المهدي» بمنع «التهجير القسري لإخواننا الشيعة والسّنة على حد سواء» في العراق.
ونظمت عشائر العرب السنّة في منطقة كركوك، اول من امس، تجمعاً هو الأضخم منذ الاجتياح الاميركي للعراق، حضرته نحو 500 شخصية بينها بعثيون وجماعات مسلحة جاهرت علناً بولائها للرئيس المخلوع صدام حسين. وطالبت العشائر برفض مبدأ الفيدرالية وإطلاق الرئيس المخلوع صدام حسين الذي دعا، في رسالة موجهة الى الشعب العراقي، فصائل «المقاومة» العراقية الى «اعتماد الحق والعدل في جهادها» كما دعا العراقيين الى الحفاظ على وحدتهم، مشيراً الى أن «مقاومة الغزاة حق وواجب» وإلى أن «النصر قريب».
ميدانياً، قتل 35 شخصاً وأصيب العشرات في هجمات متفرقة بسيارات مفخخة في بغداد والصويرة، فيما عثر على 20 جثة مجهولة الهوية ومصابة بالنار في الرأس في أحياء متفرقة من العاصمة. كما قتل مسلحون، في بغداد امس، شقيق منقذ آل فرعون، المدعي العام في قضية الانفال التي يحاكم بموجبها صدام وستة من أعوانه بتهمة ارتكاب «ابادة جماعية» في حق الاكراد.
وأعلن الجيش الاميركي أمس، مقتل سبعة من جنوده في العراق اول من امس، وهو ما يرفع عدد قتلى الجيش، منذ مطلع الشهر الجاري، الى 57 عسكرياً.
(الأخبار, أب, أ ف ب,
رويترز, يو بي أي)