لكل طائفته في العراق. ولرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، الذي أثيرت شائعات في شأن إطاحته، أيضاً طائفته التي قد يستنجد بها، ليحصل على اطمئنان في وجه تلك الشائعات، حتى وإن كان الأمر يحتاج إلى زيارة من بغداد الى النجف، في ظل وضع أمني خطريبدو أن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لم يقتنع بالمحادثة الهاتفية مع الرئيس الأميركي جورج بوش الاثنين الماضي، الذي أبلغه خلالها دعمه الكامل وطمأنه إلى عدم صحة الشائعات التي تحدثت عن انقلاب أبيض يعد ضده، أو مهلة زمنية يضعها الأميركيون لهفقد توجه المالكي امس الى مدينة النجف لزيارة المرجع آية الله علي السيستاني والزعيم الشيعي مقتدى الصدر، في زيارة كان سببها المعلن «المصالحة الوطنية» في البلاد. وقال «نتحرك ويتحرك معنا كل المخلصين من أبناء هذا الوطن من أجل إيجاد أجواء الوفاق الوطني والمصالحة الوطنية وفرض السلم بدلاً من العنف والقتل والارهاب».
وأشار رئيس الوزراء بعد لقائه السيستاني الى ان «السيستاني قد بعث برسالة إيجابية لمؤتمر مكة (الذي سيعقد غداً وبعد غد) تشجع على استتباب الأمن وإيجاد حالة من الانسجام».
وفي مؤتمر صحافي عقده المالكي مع الصدر، أكد الأخير دعمه لمؤتمر مكة ورأى أنه يصب في مصلحة العراق.
في غضون ذلك، حذر وزير الخارجية الاميركي الاسبق جيمس بيكر، الذي يشارك في رئاسة لجنة خاصة حول العراق، من توقع أن تتوصل اللجنة إلى «حل سحري» للمشاكل المستفحلة فيه.
وأفاد بيكر أن مجموعة دراسة العراق التي تضم أعضاءً من الحزبين الجمهوري والديموقراطي، والتي عيّنها الكونغرس الأميركي لدراسة بدائل للسياسة الحالية في العراق، «لم تقرر بعد توصياتها»، لكنه اشار إلى انه «لا يوجد مخرج سهل من الصراع العنيف». وأضاف «لهذا، فإن كل من يعتقد أننا سنتوصل على نحو ما إلى شيء سيحل المشكلة تماماً هو من قبيل التمنيات». وقالت هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) إن وزير الخارجية الأميركية الأسبق صدم عندما زار العراق أخيراً، وتحدث عن «فوضى عارمة».
وأيَّد الرئيس العراقي جلال الطالباني، من لندن امس، الخطة الأميركية لإشراك سوريا وإيران في مساعي إعادة الهدوء إلى بلاده، والتي اقترحتها لجنة بيكر.
وذكرت صحيفة «فايننشال تايمز» امس ان الولايات المتحدة تمارس ضغوطاً على الحكومة العراقية لإصدار عفو «شامل» و«مؤلم» عن المقاومين في العراق. وقالت الصحيفة ان «سياسيين في الولايات المتحدة يعارضون أي خطة يمكن أن تضمن عفواً عن المتمردين الذين قتلوا جنوداً أميركيين».
ميدانياً، قتل ثلاثة جنود عراقيين وشرطي وأصيب ثلاثة آخرون في كركوك والصويرة، كما قتل عقيد في الاستخبارات العراقية وأربعة من حراسه بانفجار في العمارة، فيما اعتُقل 55 من المشتبه فيهم في كركوك. وأفرجت القوات الاميركية امس عن المسؤول في «التيار الصدري» مازن الساعدي، بعد تدخل شخصي من المالكي.
على صعيد آخر، أعلن رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير امس ان انسحاباً مبكراً من العراق سيكون «كارثة»، لكنه أكد تصميمه على سحب الجنود البريطانيين «تدريجاً» لئلا يتحول وجودها «استفزازاً»،.
(الأخبار، ا ب، ا ف ب، رويترز، يو بي آي، د ب ا)