القاهرة ــ خالد محمود رمضان
استغل وزير البنى التحتية الإسرائيلي بنيامين بن أليعزر، أمس منبر القاهرة ولقاءه الرئيس المصري حسني مبارك، لتجديد تأكيد الشروط الدولية الموضوعة أمام حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أساساً للتفاوض مع “أي طرف” فلسطيني.
ودشّن مبارك، أمس، باجتماعه مع بن اليعزر، أول لقاء له بمسؤول إسرائيلي منذ العدوان الإسرائيلي على لبنان، أكد خلاله ضرورة توفير المناخ الملائم للحوار اللبناني وإعادة الإعمار.
ونقل الوزير الإسرائيلي رسالة من رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت إلى مبارك تتركز على جهود الوساطة المصرية لإبرام صفقة لتبادل الأسرى بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي. وبالإضافة إلى ملف الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط، استهدفت زيارة بن اليعزر تسريع عملية استيراد الغاز الطبيعي من مصر إلى الدولة العبرية.
وأشار بن اليعزر، بعد لقائه رئيس الاستخبارات المصرية اللواء عمر سليمان، إلى أن “إسرائيل على استعداد للتفاوض والجلوس مع أي طرف إلى مائدة المفاوضات شرط تحقيق ثلاثة شروط، أولها الاعتراف بدولة إسرائيل، واحترام كل الاتفاقات الموقعة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل ونبذ الإرهاب”.
وقال الوزير الإسرائيلي إنه “جاء إلى مصر ليشكر للرئيس مبارك الجهود التي قام بها لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط”، مضيفا أن مصر تقوم بالكثير من اجل تحسين الموقف والأوضاع في جنوب إسرائيل وتحديدا في غزة.
وفي ما يتعلق بالجندي الإسرائيلي الأسير، أشاد بن اليعزر بالجهود التي قامت بها مصر والتي لا تزال تعمل من أجل التوصل إلى اتفاق يحظى باحترام الجميع لإطلاق سراح الجندي الأسير، معتبراً أن “الأمر في أيدي المصريين ونحن نتطلع إلى الأيام المقبلة ونقبل الإطار الذي بُلور من جانبهم”.
وكان مبارك قد اقترح أن يطلق الفلسطينيون شاليط في مقابل تعهد إسرائيل بإطلاق مئات الأسرى الفلسطينيين في تاريخ لاحق.
وقال بن اليعزر إنه ناقش مع مبارك “قضية تهريب الاسلحة عبر أنفاق تحت الحدود المصرية مع قطاع غزة”. وادّعى “قيام مهربين بتهريب أسلحة مضادة للدبابات إلى غزة”، التي قال إنها “ربما تأتي من إيران”.
وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية سليمان عواد إن مباحثات مبارك مع بن اليعزر تركزت على تطورات الأوضاع الفلسطينية واللبنانية. ونقل عن مبارك تأكيده تمسك مصر بتحقيق السلام العادل والشامل والاستقرار، موضحاً أن ذلك هو هدف شعوب المنطقة وهو ما يحقق الأمن لكل الشعوب بما فيها الشعب الاسرائيلي.
وحذر عواد من أي خطوة تستهدف إعادة احتلال غزة، وأشار إلى أن مبارك دعا إسرائيل إلى التجاوب مع جهود السلام، ونبّهها من أن أي تدهور للوضع فى غزة سيزيد من تعقيد الوضع، وحذرها من انتهاك سيادة لبنان، وأضاف أن “مبارك طالب إسرائيل بضرورة توفير الهدوء على الجبهة اللبنانية كي يُهيّأ المناخ الملائم لإعادة اعمار لبنان وتحقيق الحوار والوفاق بين الأطراف”.