أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس اتصالاً هاتفياً بنظيره الايراني محمود أحمدي نجاد، أكد له خلاله أن موسكو تفضل مواصلة التفاوض في الملف النووي الإيراني، الأمر الذي من شأنه أن يعوّق فرض عقوبات على طهران من مجلس الأمن الدولي.وأفاد الكرملين، في بيان له، «خلال محادثة حول الوضع في شأن البرنامج النووي الإيراني، عرض بوتين الموقف المبدئي للطرف الروسي المؤيد لمواصلة عملية المفاوضات».
في غضون ذلك، أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي أمس أنه ليس في وسع الوكالة تأكيد الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الإيراني، الأمر الذي يشكل «موضوع قلق خطيراً»، ليعطي حافزاً أكبر للدول التي تدرس حالياً مشروع قرار بفرض عقوبات على إيران.
وفي معرض تقديم تقريره السنوي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة حول نشاط «الوكالة الدولية للطاقة الذرية»، أعرب البرادعي عن أسفه لكون ايران «لم تعلق العمل ببرنامج تخصيب اليورانيوم ولا تبنّت إجراءات شفافة حول هذا البرنامج». الا أنه أعرب عن أمله في «إمكان أن تتوافر، عبر الحوار بين ايران وشركائها الأوروبيين والآخرين، الظروف للمباشرة أخيراً بمفاوضات ترمي الى تسوية شاملة».
من ناحية أخرى، حذر نجاد أمس القوى الكبرى من «رد مناسب وحازم» على أي عقوبات تفرض عليها. وقال نجاد، خلال تجمع في بيشوا في محافظة طهران، «لا نسعى الى توتير الأوضاع لكن أي إجراء يهدف الى فرض قيود علينا سيقابل برد مناسب وحازم من الشعب الإيراني».
كما شن الرئيس الإيراني هجوماً عنيفاً على بريطانيا التي اتهمها بالوقوف وراء مشروع القرار الذي تدرسه القوى الكبرى حالياً. وقال «فيما يتعلق بالقرار، أقول للحكومة البريطانية إنها لن تجني سوى المهانة والذل». ورأى نجاد أن «الحكومة الأميركية سلمت عقلها وإرادتها في الشرق الأوسط إلى الإنكليز الذين يعانون هم أنفسهم مشاكل في هذه المنطقة».
وأشار الرئيس الإيراني إلى أن بإمكان إيران «منح البلدان الأخرى الوقود النووي بسعر أرخص بنسبة 50 في المئة من السعر العالمي، وبإمكان البلدان صاحبة تكنولوجيا إنتاج الوقود النووي إغلاق مصانعها وشراء وقودها من الشعب الإيراني».
الى ذلك، وصف وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي أمس المناورات التي تجريها قوات أميركية وأوروبية في الخليج بــ«الاستفزازية».
ونسبت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) إلى متكي قوله «لقد أطلعنا دول المنطقة على عنصر الاستفزاز الذي يمكن أن تشكله بعض المناورات في المنطقة والذي يمكن أن يستخدم في مواقع خاصة من أجل تحقيق أغراض سياسية، ونقلنا إليهم وجهات نظرنا ومدى اهتمامنا بهذا المجال».
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز، أ ب)