القاهرة ــ خالد محمود رمضان
بدا أمس أن الرئيس المصري حسني مبارك ينظّم حملة لتحسين الصورة التي ظهر بها خلال العدوان على لبنان، فبدأ يكثّف انتقاداته لإسرائيل، مع رفع سقف لهجته الناقمة على الأوضاع التي تشهدها المنطقة، حاملاً على العجز الدولي، والشرق الأوسط الجديد الذي “يذيب الهوية العربية”، ومؤكّداً على العلاقة الجيدة مع سوريا.
في المقابل، رأى نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، من القاهرة أمس، أن العلاقات المصرية السورية “استراتيجية”، ونقل “تحيات” الرئيس السوري بشار الأسد إلى نظيره المصري أحمد ابو الغيط.
وفي أول لقاء شعبي مباشر له منذ أشهر، رأى الرئيس المصري حسني مبارك، في كلمة أمس لدى لقائه ضباط المنطقة الغربية العسكرية وجنودها، أن العدوان الاسرائيلي على لبنان أدى إلى تزايد الوضع الاقليمي اشتعالاً وإلى تعقيد الموقف في المنطقة، وذلك لتشابك ما تمر به من أزمات وحساسيتها، خصوصاً في الاراضي الفلسطينية والعراق، فضلاً عما تواجهه دول الخليج من تحديات ومخاطر جديدة وما يتعرض له السودان والقرن الافريقي من محاولات لزعزعة الاستقرار.
وأضاف مبارك “لقد جاءت الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان لتؤكد خطورة الوضع الاقليمي الراهن، ولتثبت هشاشته وعدم قابليته للاستمرار، وتبرهن على أن أمن إسرائيل لا يحققه اللجوء إلى استخدام القوة إنما يحققه الاعتراف بالحقوق العربية والتوصل إلى السلام العادل والشامل والدائم، باعتباره الضمان الوحيد لأمن دول المنطقة وشعوبها، وتبرز اختلالا النظام الدولي وانحيازه وازدواجيته، وتؤكد ضعف نظام الأمن الجماعي الذي تمثله الأمم المتحدة وعجز مجلس الأمن عن التعامل السريع والفعال مع الأزمة”.
وكرر مبارك التذكير بأن “مصر حذرت من التداعيات الإقليمية لهذا العدوان، ودعت إلى وقف فوري غير مشروط لإطلاق النار”. وكشف أنه رفض استضافة مؤتمر دولي “في منتجع شرم الشيخ الساحلي على البحر الأحمر لا يسفر عن وقف العدوان، ودعمنا موقف حكومة لبنان عندما انعقد المؤتمر فى روما”.
وشدّد مبارك قائلاً “لن نسمح أن يكون الحديث عن الشرق الأوسط الجديد أو الكبير مدخلاً لتذويب الهوية العربية أو لتجاهل أولويات عالمنا العربي وقضاياه، وسنتمسّك دوماً بهذه الهوية وخصوصياتها، ولن تتوقف جهودنا لتفعيل العمل العربي المشترك حماية لمصالح أمتنا ودفاعاً عن قضاياها”.
وعن العلاقة بين مصر وسوريا وتأثّرها بتصريحات الرئيس السوري بشار الأسد الأخيرة، قال مبارك إن العلاقات المصرية السورية لا يمكن ان تتأثر بأي تصريحات. وأضاف أن “سوريا دولة شقيقة، ورغم أي تصريحات، فإن مصر لن تستغني عن سوريا وسوريا لا تستطيع الاستغناء عن مصر”.
وجاءت تصريحات مبارك في وقت قام فيه المقداد بزيارة إلى القاهرة أمس التقى خلالها وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط والامين العام للجامعة العربية عمرو موسى.
وقال المقداد، في مؤتمر صحافي مشترك مع موسى، ان “الهدف من زيارته لمصر ومحادثاته مع ابو الغيط هو تعزيز التشاور المستمر بين البلدين حول اهم التحديات التي تواجه الامّة العربية”. ووصف العلاقات المصرية ــ السورية بأنها “استراتيجية”، مؤكّداً أن “التنسيق بين البلدين مهمّ ولا غنى عنه لتحقيق مزيد من النجاحات على الساحة العربية والدولية”. وأضاف انه طلب من وزير الخارجية المصري “نقل تحيات الاسد إلى مبارك”.