واشنطن ــ محمد دلبح
اليوم تصادف الذكرى السنوية الخامسة لهجمات 11 أيلول في نيويورك وواشنطن، وفيه تكون حملة الرئيس الأميركي جورج بوش للعلاقات العامة بلغت ذروتها بالخطاب الذي يلقيه بهذه المناسبة من البيت الأبيض الذي سينوّه فيه بحربه على الإرهاب، في وقت يسود فيه اعتقاد على نطاق واسع لدى الجمهور الأميركي بأن بوش سيفعل وكبار مستشاريه كل ما في وسعهم لاحتفاظ اليمين الجمهوري بسيطرته على البيت الأبيض والكونغرس.
ومن أبرز الأدوات التي يستخدمها بوش ومساعدوه في ذلك هو نشر التهديدات بأن «القاعدة» ستهاجم الولايات المتحدة، وأن الأمن الداخلي معرض للخطر. غير أن خبراء ومحللين يؤكدون أنهم لا يعتقدون بوجود خطر داهم من «القاعدة». ويعزو جاسون ليبولد لجوء بوش ومساعديه إلى استخدام تلك التهديدات إلى نتائج استطلاعات الرأي حول أداء بوش، إذ يلاحظ أن التشديد على خطر الإرهاب وزيادة الإجراءات الأمنية يأتيان متزامنين مع تدني نسبة التأييد الشعبي لبوش، وهو أمر يؤكد ليبولد أنه ليس مصادفة.
ويشدد بوش في خطبه، التي بدأها الأسبوع الماضي، على أن «أميركا تربح الحرب ضد الإرهاب»، وفي الوقت نفسه يقول «إن خطر الإرهاب لا يزال قائماً». إلا أن استطلاع الرأي، الذي أجرته مجلة «فورين بوليسي» الأميركية والذي شارك فيه أكثر من مئة خبير في شؤون الإرهاب، يشير إلى أن 84 في المئة من المستطلعين قالوا «إنهم لا يعتقدون أن الولايات المتحدة تربح الحرب»، فيما قال أكثر من نصف الأميركيين في استطلاع أجرته صحيفة «لوس أنجيليس تايمز» إن من المبكر جداً القول إن أميركا تربح الحرب.
وينتقد عدد من زعماء الحزب الديموقراطي «سياسة الخوف والتخويف» التي تنشرها حكومة بوش في الولايات المتحدة. وقال العضو الديموقراطي البارز في مجلس الشيوخ إدوارد كنيدي «إن معركتنا تخاض ضد سياسة الخوف والمحسوبية حتى هنا في بلادنا»، فيما اتهم رئيس اللجنة القومية للحزب الديموقراطي هوارد دين، بوش بنشر سياسة التخويف للإبقاء على الأميركيين مرعوبين يسكنهم الخوف ولا يدرون ماذا يفعلون من أجل أغراض انتخابية ومصالح سياسية.
ويقول ليبولد إن «حكومة بوش عقب كل استطلاع للرأي حول أدائها تعلن من عندها ومن دون معلومات استخبارية مؤكدة عن وجود أماكن محددة يستهدفها الإرهابيون، وأن الطريقة الوحيدة بالنسبة إلى حكومة بوش لاستعادة بناء الثقة بها هي إذا تعرض أحد هذه الأهداف للنسف أو إذا جرى إحباط هجوم إرهابي».