صنعاء ــ أبو بكر عباد
تبادل حزب المؤتمر الشعبي اليمني الحاكم و“اللقاء المشترك” إلقاء المسؤولية عن الاعتداءات الأخيرة التي استهدفت المنشآت النفطية في اليمن، قبل أقل من يومين على انطلاق انتخابات الرئاسة، فأشارت الحكومة إلى أن حديث المعارضة عن النفظ أثار انتباه الإرهابيين، فيما اتهم “اللقاء المشترك” الحزب الحاكم بتدبير الهجوم واستخدامه كرافعة انتخابية.
ودعا الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، مرشح الحزب الحاكم، القوى السياسية ومنتسبيها والناخبين اليمنيين إلى جعل يوم الاستحقاق الرئاسي يوماً سلمياً وخالياً من العنف والسلاح والتوتر.
وأشاد الرئيس اليمني بدور رجال الأمن فى القبض على أربعة مطلوبين من تنظيم “القاعدة”، وقال: “كانوا يريدون تفجير مرافق رئيسية في صنعاء بنحو 12 كيساً من الديناميت وقنابل ومفرقعات وأسطوانات الغاز لزعزعة الأمن والاستقرار، لكن أبناءكم وإخوانكم في المؤسسة العسكرية والأمنية تصدوا لهذه العصابة”.
وكانت أجهزة الأمن اليمنية في صنعاء قد أعلنت ضبط خلية تابعة لتنظيم “القاعدة” مكونة من أربعة أشخاص كانت تعد لتنفيذ عمليات إرهابية في العاصمة، بعدما تأكد أن التنظيم كان وراء محاولتي تفجير منشآت نفطية وغازية في محافظتي حضرموت ومأرب فجر الجمعة الماضي.
وفي هذا السياق، أعلن وزير الداخلية اليمني رشاد العليمي أن الخلية ضبطت ومعها 12 كيساً من المتفجرات يحتوي كل كيس على ما يقارب 40 إلى 50 كيلوغراماً من مواد شديدة الانفجار ووسائل أخرى وأسلحة ومعدات مساعدة لتنفيذ عمليات إرهابية. وزج وزير الداخلية اليمني الانتخابات بالاعتداءات الإرهابية، وقال: “أعتقد أن التعبئة الخاطئة والطرح المستفز الذي طرح أثناء الدعاية الانتخابية حول النفط قد دفعا هذه العناصر إلى الإسراع أو إلى التفكير باستهداف هذه المنشآت”.
ودعت اللجنة العليا للانتخابات كل الأحزاب إلى التوقيع على بيان يدين العنف، ويدعو إلى عدم حمل السلاح، في وقت تصاعدت فيه حدة الاتهامات بين الحزب الحاكم وتكتل أحزاب المعارضة على خلفية محاولات الاعتداء على المنشآت النفطية. ودان “اللقاء المشترك” المعارض، على لسان الأمين العام للحزب اليمني الاشتراكي ياسين سعيد نعمان، الحزب الحاكم على توظيفه السياسي للحادث. ورأى أن “ما صدر عن المؤتمر والسلطة عادة قديمة يمارسها الحزب الحاكم وسلطته عندما يصل إلى مأزق سياسي”، مرجحاً أن تكون السلطة “قد لجأت إلى هذه التفجيرات لأنها آخر ما في جعبتها بعد استخدام كل وسائل التخويف للناس”.
ورأى الأمين العام للتنظيم الناصري سلطان العتواني الحادث “عملاً صبيانياً... وهو أشبه بلعبة أطفال، فلا يعقل أن تأتي سيارتان لاقتحام المنشأة ومن بوابة واحدة ولا نعرف كيف عرفت السلطة أنهما مفخختان، وهذا الأمر يثير الشك والريبة والسلطة تقف وراءها”.