واشنطن ــ محمد دلبح
كشف تقرير أعده مجلس العلاقات الاسلامية الأميركية (كير) أن عام 2005 شهد ارتفاعاً في جرائم الكراهية والتحرش والعنف والتمييز ضد المسلمين في الولايات المتحدة بنسبة 30 في المئة، مقارنة بعام 2004. وأشار التقرير الى أن عدد هذه الجرائم وصل إلى أكثر من 1972 مقارنة بـ 1522 عام 2004.
وبلغت نسبة الشكاوى المتعلقة بسوء التعامل في أماكن العمل 25 في المئة، فيما أعلنت «كير» أنها تلقت، خلال العام الماضي، 153 تقريراً بأعمال كراهية حيال المسلمين، معظمها يتعلق بتوجيه تهديدات والتشويه والهجمات على المساجد، في مقابل 141 شكوى تلقتها «كير» عام 2004.
وعزا مسؤولون في منظمة «كير» هذه الزيادة إلى عدد من العوامل، مثل مشاعر الخوف والقلق التي انتشرت في المجتمع الأميركي في الفترة التي تلت هجمات 11 أيلول 2001، وزيادة وعي مسلمي أميركا بقضايا الحقوق المدنية، وبأهمية رصد ما يتعرضون له من تمييز، والنمو العام في خطاب العداء للمسلمين في المجتمع الأميركي.
وقال مدير الشؤون القانونية في «كير» أرسلان افتخار إن «السبب الأهم للمشاعر المعادية للمسلمين، وما يترتب عليها من تمييز، هو ارتفاع نبرة الخطاب المعادي للإسلام، الذي أغرق الإنترنت وبرامج الحوارات الإذاعية بعد هجمات 11 أيلول»، مشيراً إلى اتخاذ «كير» عدداً من المبادرات خلال السنوات الأخيرة للحد من التمييز الذى يتعرض له المسلمون في الولايات المتحدة، ومواجهة موجة الكراهية من خلال إطلاق عدد من المبادرات التعليمية والإعلامية، مثل حملات توفير نسخ مجانية من القرآن الكريم عبر شبكة الإنترنت، وتنظيم حملات لتشجيع المسلمين الأميركيين على التطوع في مدنهم المحلية، إضافة إلى إنتاج إعلانات تلفزيونية أو إذاعية توضح موقف المسلمين من القضايا المهمة.
وصدرت 79 في المئة من الشكاوى التي رصدها تقرير عام 2005، من تسع ولايات، بالإضافة إلى العاصمة واشنطن.
وجاءت النسب متوزعة على الشكل التالي: في كاليفورنيا (19 في المئة)، إلينوي (13 في المئة)، نيويورك (9 في المئة)، تكساس (8 في المئة)، فيرجينيا (7 في المئة)، فلوريدا (6 في المئة)، واشنطن (5 في المئة)، ميريلاند (4 في المئة)، أوهايو (4 في المئة)، نيوجيرسي (4 في المئة).
وقال التقرير إن «كثرة الساحات التي شهدت حوادث تمييز ضد المسلمين عام 2005 هي أماكن العمل، والهيئات الحكومية، والسجون، والمدارس، والإنترنت»، موضحاً أن «أماكن العمل والهيئات الحكومية تتربعان على قمة الساحات التي يتعرض فيها مسلمو أميركا لأكبر عدد من حوادث التمييز».
وأشار التقرير إلى تراجع نسبة الشكاوى من حرمان المسلمين من حقهم في الخضوع «للسير الطبيعي للعملية القانونية» من 25 في المئة في تقرير عام 2004 إلى 17 في المئة في تقرير عام 2005، ولكن «الفئة نفسها لا تزال تمثل أهم أنواع التمييز الذي يتعرض له مسلمو أميركا».