صنعاء ـ أبو بكر عباد
عهد اليمنيون إلى أنفسهم اختيار رئيس بلادهم، وتوجّهوا بأعداد كبيرة ولافتة إلى مراكز الاقتراع منذ ساعات الصباح الأولى، أمس، رغم توقعات المراقبين حدوث أعمال عنف واسعة في محافظات اليمن، ساعد على تقليلها التواجد الأمني المكثف، وخصوصاً في المناطق النائية.
وأكدت اللجنة العليا للانتخابات، في مؤتمر صحافي عقدته بعد انتهاء عملية الاقتراع، مقتل ثلاثة أشخاص، الأول مرشح عن التنظيم الوحدوي الناصري وقتل في «جبل حبيشي» في محافظة تعز، والثاني مرشح عن «الحزب الحاكم» وقتل في محافظة عمران، والثالث يعمل مديراً لمديرية خيران في محافظة حجة اليمنية ولقي مصرعه فيها. واكتفى مسؤول قطاع الإعلام في لجنة الانتخابات بوصف الجناة «بالمتنفذين».
ورأى بعض المراقبين، في قراءة تقويمية لانتخابات اليمن، أن غالبية الخروق أو المخالفات تمثلت في مشكلات حزبية وقبلية ومماحكات خاصة بين وجهاء مناطق مختلفة، والتي كان سببها الرئيسي التنافس الساخن على مقاعد المجالس المحلية للمحافظات والمديريات.
ومن خلال الرصد الإعلامي للمحافظات اليمنية، برز من جديد تبادل الاتهامات بين المركز الإعلامي الخاص بحزب «المؤتمر الشعبي العام» الحاكم والمركز الإعلامي التابع لأحزاب «اللقاء المشترك» المعارض. وتناولت الاتهامات عمليات اعتقال عدد من قيادات «المشترك» في المحافظات، وإطلاق نار خارج عواصم عدد من المحافظات، إضافة الى احتجاز صناديق اقتراع ومنع الناخبين من التصويت، مثلما حصل في محافظة تعز، فضلاً عن استمرار الحزب الحاكم بحملاته الدعائية التي توقفت قبل يوم واحد من الاقتراع في صنعاء.
كما تحدث البعض عن محاصرة مسلحين لعدد من مراكز الاقتراع، إضافة الى تهجم واقتحام لجنة انتخابية والاعتداء على ضابط الأمن فيها، ومحاولة بعض قوى «المؤتمر الشعبي» الحاكم فرض الاقتراع العلني على الناخبين، الأمر الذي يعاقب عليه القانون، وجملة أخرى من الإشكالات الفنية التي واجهت عمل بعض اللجان الانتخابية.
وشهد المراقبون بنجاح يوم الاقتراع، رغم ما تناقلته وسائل الإعلام المختلفة حول إلقاء القبض على مشتبه ينتمي الى تنظيم «القاعدة»، وبحوزته خرائط ومتفجرات، كان يحاول تنفيذ عملية تخريبية بهدف عرقلة سير العملية الإنتخابية، وهذا ما نفته وزارة الداخلية اليمنية لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، مشيرة الى أن الشخص، الذي تم الاشتباه به، «ليس سوى شخص مريض وكان بحوزته كمية من الأدوية».
وفي رصد لسير الانتخابات في اليمن خاص بـ«الأخبار»، أفاد شهود عيان في محافظات تعز وآب وحضرموت أن ما يلفت النظر في يوم الانتخابات هو الازدحام الشديد الذي شهدته مراكز الانتخاب منذ بدء الاقتراع حتى الساعة الأخيرة منه.
وتوقف المراقبون عند تدفق النساء بكثافة للتصويت، مرجعين هذا الأمر الى التشجيع الذي مارسته الأحزاب لدفع الورقة السياسية الأقوى لهم، وهي «المرأة» التي تمثل نحو نصف المسجلين في السجل الانتخابي، إضافة الى ارتفاع الوعي السياسي لدى المواطن العادي نتيجة كثافة المهرجانات.
ويبلغ عدد سكان اليمن 20 مليون شخص، بينهم 9.25 ملايين ناخب، من ضمنهم 3.9 ملايين ناخبة، بحسب اللجنة الانتخابية.
ويتنافس في الانتخابات الرئاسية الرئيس علي عبد الله صالح (64 عاماً)، للمرة الأولى في تاريخ اليمن، مع أربعة مرشحين بينهم خصمه الأكثر جدية الوزير السابق والنائب المستقل السابق فيصل بن شملان. ويتنافس في الانتخابات البلدية الموازية، 20587 مرشحاً بينهم 130 سيدة.
وأشار شهود عيان لـ«الأخبار» في محافظات اليمن الى أن ما نسبته 50 في المئة من الناخبين قد مارسوا حقهم في التصويت قبل انتصاف المدة الزمنية المحددة قانوناً، والتي مدّدتها اللجنة العليا للانتخابات إلى الثامنة من مساء أمس بدلاً من السادسة، نظراً لاستمرار تدفق الناخبين.
وقال عبد الله صالح، لدى إدلائه بصوته، إن «اليمن يعيش اليوم العرس الحقيقي للديموقراطية ونحن نؤسس لمستقبل اليمن الجديد، والفائز الأول والأخير في هذه الانتخابات هو الشعب اليمني».
اما بن شملان فشدد من جهته على «ضرورة الالتزام بعدم حمل السلاح والحفاظ على الأجواء الديموقراطية السلمية»، معتبراً أن «يوم 20 أيلول يعتبر من أيام اليمن التاريخية، وهو يوم من أيام المحبة والسلم والسلام».
وبحسب اللجنة العليا للانتخابات، سيعلن عن نتائج الانتخابات الرئاسية على مستوى كل دائرة انتخابية وكل محافظة، ويتوقع إعلان النتيجة النهائية مساء يوم غد.