دعا الزعيم الشيعي العراقي السيد مقتدى الصدر أمس أنصاره الى "حرب سلمية شعبية" ضد الأميركيين، لا تريق "نقطة دم واحدة"، محذراً من أنهم “يترصدون” الإمام المهدي، في وقت طالب فيه رئيس جبهة التوافق العراقية، عدنان الدليمي، رئيس الوزراء نوري المالكي باتخاذ موقف تجاه «الهجمات على أهل السنة».ووصف الصدر، خلال خطبة الجمعة في مسجد الكوفة، عملية اعتقال مساعده الشيخ صلاح العبيدي الأربعاء الماضي في النجف بأنها امتداد للاعتداءات ضد الإسلام. وقال "لقد تنازلت حفاظاً على وحدة الصف، ولم أقف ضد الانتخابات التي جرت في ظل الاحتلال، وما سكوتي إلا لتكون مقاومة سياسية لوجود المحتل، لكن هذه المواقف لم تثنِ أميركا عن غيها وظلت تعتدي وستبقى تعتدي وسأبقى رافضاً لكل سياسات المحتلأضاف الصدر إن الولايات المتحدة “تهيء منذ عشر سنوات لقوات التدخل السريع ضد الإمام (المهدي المنتظر) وافتعلت حرب الخليج لتملأ المنطقة بالبوارج الحربية”، مشيراً إلى أن للإمام المهدي «في البنتاغون ملفاً كاملاً وضخماً، حتى قيل إنه يفتقد إلى صورته الشخصية فقط”.
وانتقد الصدر «إخوة يتصارعون من أجل لعبة سياسية لا تمت إليهم بصلة. هل سألتم أنفسكم ماذا قدمت أميركا الظالمة إلى الشعب العراقي غير ما تشاهدونه من قتل ودمار وما ذلك إلا ترصداً لظهور الإمام المهدي؟».
تابع الصدر “سأبقى رافضاً سياسات المحتل كلها، ولن أنسى احتلالهم وسجن أبو غريب واعتداءاتهم على النساء ومقابرهم الجماعية على الأرض»، مشيراً الى أن «الرئيس السابق صدام حسين أقام مقابره الجماعية تحت الأرض».
وطالب الصدر بمقاطعة القوات الأميركية، مناشداً الشعب العراقي مطالبة الحكومة بحقوقه.
أما رئيس جبهة التوافق العراقية فطلب من جهته المالكي باتخاذ موقف حيال الهجمات التي تشنها "ميليشيات ضد أهل السنة" بهدف "إفراغ بغداد من السنة وجر البلاد الى الحرب الأهلية". وكشف الدليمي عن وجود شبه اتفاق بين جبهة التوافق والائتلاف العراقي يقضي بعدم تنفيذ المادة المتعلقة بالأقاليم، إذا وافق عليها مجلس النواب، إلا بعد الانتهاء من إجراء التعديلات اللازمة على الدستور.
وقال رئيس مجلس النواب العراقي، محمود المشهداني، إن “التباين في المواقف السياسية حول بعض القضايا أتاح لـ الجماعات الإرهابية والقوى المعادية للعراق وتطلعات شعبه المشروعة توظيف الوضع لارتكاب مزيد من الجرائم الوحشية والاستمرار في تنفيذ عملياتهم الإرهابية ضد المدنيين الأبرياء». ودعا المشهداني رئيسي الوقفين السني والشيعي الى توظيف الأجواء الإيمانية للشهر الفضيل في إزالة مظاهر الاحتقان والتوتر المذهبية وتجفيف منابع التطرف.
وأصدرت الإدارة المدنية في النجف أمس تعليمات تقضي بمنع وسائل الإعلام من تصوير مشاهد الدم والقتل التي تحصل خلال التفجيرات التي تحصل في المدينة وكذلك منع المسؤولين الأمنيين من الإدلاء بأي تصريحات.
وقد قتل 6 عراقيين وأصيب أكثر من 13 آخرين بجروح في هجمات متفرقة جرت في بغداد واللطيفية وبعقوبة وكركوك، فيما عثرت الشرطة العراقية أمس على 13 جثة، في مناطق متفرقة من بغداد وكركوك وواسط.
في هذا الوقت، قال الرئيس جلال الطالباني، في كلمة ألقاها أمس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، “إن ما تحقق على الصعيد السياسي في العراق حتى الآن، يمثل الإرادة الوطنية المشتركة لتكريس عملية بناء عراق جديد آهل لمواجهة كل التحديات بميادينها المختلفة”.
وقرر وزراء خارجية البلدان المجاورة للعراق، خلال اجتماع على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس، عقد اجتماع خلال شهرين في بغداد إذا كانت الظروف الأمنية ملائمة، وفقاً لما أعلنه نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد.
( الأخبار، يو بي آي، أ ف ب)