القاهرة ــ «الأخبار» «الجبهة»، هو مشروع احزاب المعارضة في مصر للخروج من مأزق التهميش، الذي يعاملها به الحزب الوطني الحاكم في قضية تعديل الدستورورغم ان التعديلات لن تناقش الا عند عودة مجلس الشعب من اجازته الصيفية، الا ان الاخبار تسربت من الحزب الحاكم، وهو ما ازعج المعارضة، وعلى رأسها «الوفد» و«التجمع». وكل منهما أعلن من جانبه عن السعي الى إحياء جبهة المعارضة التي قامت قبل انتخابات الرئاسة العام الماضي،

ثم دخلت مرحلة سبات طويلة بعد خلافات على ضم الإخوان المسلمين وابتعاد الحزب الناصري قليلاً بعد ترشيح نعمان جمعة رئيس الوفد السابق نفسه لمنصـــــب الرئيس.
وقال رئيس حزب التجمع رفعت السعيد لـ «الأخبار» إن «إحياء الجبهة سيحدث في مواجهة محاولة الحزب الوطني احتكار تغيير الدستور الذي يمثل مستقبلاً لا يخص حزباً بعينه.
وستحاول المعارضة طرح افكارها المتعلقة بتغيير الدستور، وخصوصاً المادة 74 الخاصة بالصلاحيات المطلقة لرئيس الجمهورية في حالات الفتنة الطائفية وتهديد الجبهة الداخلية. وهناك ايضاً رغبة في اعادة تعديل المادة 76 لأن التعديلات التي ادخلت عليها اثبتت فشلها في انتخابات الرئاسة. واخيراً المادة 77 الخاصة بعدد الولايات الرئاسية».
اجتماع «الجبهة» سيتم فى اوائل أيلول، وستطرح فيه مشروعات المعارضة في تعديل الدستور، التي ستتضمن ايضاً المواد الخاصة بالسلطة التنفيذية وتحديد مهام محددة لرئيس الحكومة، وهو ما يغيب عن الدستور الحالي.
هناك ايضاً المواد الخاصة بتوسيع سلطات البرلمان ليكون من حقه سحب الثقة من الحكومة. ويقول السعيد إنه في الاجتماع الاول «سيتم تحديد إمكان توسيع جبهة المعارضة وامكان ضمها لقوى اخرى ام لا».
و «الجبهة» ستكون صيغة اخرى للتنسيق فى الانتخابات ضد الحزب الوطني والاخوان معاً، وخصوصاً ان الانتخابات إذا تمت بالقائمة النسبية كما جاء فى مشروع التعديلات الدستورية فسيحتاج «الاخوان» إلى حزب يخوضون الانتخابات تحت اسمه. والمرشح حتى هذه اللحظة هو «الجبهة الديموقراطية»، الحزب الذي اعلن الدكتور اسامة الغزالي حرب عن تأسيسه قبل فترة قصيرة ولم يحصل على موافقة من لجنة الاحزاب حتى الآن.
لكن تسريب الأخبار عن شكل الانتخابات المقبلة فجّر الخلافات الساكنة في الأحزاب القديمة مثل «الوفد»، الذي يحاول مداواة جراحه من «الحرب الاهلية» على رئاسته، الذي أفشل محاولة قادته تأمين «البديل الليبرالي» للنظام الحالي الذي راهنت عليه بعض التقارير السياسية في اميركا.
ولم يعد سراً ان السفارة الاميركية فى القاهرة خصصت هذا العام ميزانية قدرها 13 مليون دولار لدعم منظمات المجتمع المدني في اطار تقوية كيان ليبرالي آخر غير الوفد.
وفي الوقت نفسه، تطحن «التجمع» حرب استقالات اجهزت على بقيته الباقية من ايام كان «اتحاداً لليسار الماركسي والقومي». لكن الآن هناك اكثر من حزب تحت التأسيس له مزاج يساري من «العدالة والحرية» الى «اليساريين المصريين»، وهو ما يهدد الصورة القديمة التي حاز بها «التجمع» موقعاً تحت خيمة النظام. وهذا على ما يبدو هو ما جعل الجبهة هي الحل.