إيطاليا تهدد بسحب عرضها لقيادة “اليونيفيل”باريس ــ بسّام الطيارة

أزاحت تسريبات إعلامية في باريس، أمس، بعض الغموض الذي يحيط بـ“مهمة” القوة الدولية في جنوب لبنان، عبر تداول نسخة من مسودة ما يمكن أن يشكل وثيقة “قواعد فك الاشتباك” التي توصلت إليها لجنة القوات الدولية في الأمم المتحدة.
في هذا الوقت، لا يزال تشكيل القوة الدولية يواجه تعقيدات، لعل أبرزها تراجع إيطاليا أمس عن استعدادها لتولي قيادتها، مشترطة التزام إسرائيل وقف النار، وهو ما سيكون محور مباحثات وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني في روما غداً، فيما أعلن عن اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي مع الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان يوم الجمعة في بروكسل لبحث القوة الدولية.
ونشرت صحيفة “لوموند” الفرنسية نسخة من “وثيقة فك الاشتباك” تحدد “حالات استعمال القوة” خلال مهمة قوة اليونيفيل، التي وصفت بأنها ذات أسس “دفاعية”. ويمكن تلخيص حالات استعمال القوة بثلاث، تأتي في مقدمتها حالة الدفاع عن النفس وكذلك “التصدي لمحاولات عرقلة مهمتها” مثل “استعمال المنطقة العازلة لأنشطة عدائية” أو «لحماية المدنيين”.
وقال مصدر قريب من مفاوضات لجنة القوات الدولية في الأمم المتحدة إن تجريد حزب الله من سلاحه «ليس ضمن مهمة القوات»، مشيراً إلى أن قوات اليونيفيل تقوم بعمليات مصادرة فقط إذا “عُثر على صواريخ»، من دون أن يعني هذا إطلاق عمليات بحث عن أسلحة المقاومة.
وإذا شنّت إسرائيل غارة على لبنان، فلن تستطيع القوات الدولية التصدي، حتى إذا ردّ حزب الله، فإن الوثيقة تنص على “محاولة وقف القتال بأساليب عدة» لا تحددها ولكنها ليست أساليب عنف. مع ذلك تشير الوثيقة إلى ضرورة البحث عن “تدابير مضادة لحماية المدنيين، من خلال قطع الطرق أو استدعاء مراقبين”.
كما ستقيم “اليونيفيل” حواجز ثابتة ومتنقلة. ويؤكد المصدر “أنها ستوقف أي شاحنة تمر محملة بالأسلحة”، ويحذر من أن القوة ستلجأ إلى “القوة القاضية، إذا حاولت الشاحنة المرور عنوة”. ويشير المصدر إلى أن “مهمة القوة الدولية ستكون التجول في الشوارع، ليلاً ونهاراً، لتكون على علم بما يجري في المنطقة”.
وإذا عثر جنود اليونيفيل على عناصر من حزب الله يطلقون صاروخاً، فإنّهم سيطلبون مساعدة الجيش اللبناني، من دون اللجوء إلى القوة. ويشير مسؤول في الأمم المتحدة إلى أن “المنظمة الدولية أخذت مقاطع من الفصل السابع وأضافتها إلى قواعد فك الاشتباك”.
وتشير مصادر موثوقة إلى أن “فرنسا، على عكس واشنطن، لا تريد قراراً جديداً من مجلس الأمن الآن” بل تفضّل انتظار انتشار “طلائع القوات الدولية واستثمار مجهودها في بسط الأمن» قبل الشروع بوضع مسودة مشروع جديد على الورق.
إلى ذلك (أ ب، رويترز، أ ف ب، يو بي آي)، حذّر وزير الخارجية الإيطالي ماسيو داليما من أن بلاده يمكن أن تسحب عرض قيادتها للقوات الدولية إذا استمرت القوات الإسرائيلية بإطلاق النار. ونقلت صحيفة «لا ريبابليكا» عن داليما قوله إن إيطاليا تريد «التزاماً متجدداً باحترام وقف النار» من إسرائيل إذا كانت سترسل قواتها إلى جنوب لبنان. وقال داليما إن إيطاليا ستشارك بنحو ثلث عدد الجنود في قوة أوروبية تضم ما بين 6000 و8000 جندي.
وأعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال محادثة هاتفية مع رئيس الحكومة الإيطالي رومانو برودي، عن تأييده لتولي إيطاليا قيادة القوة الدولية.