القاهرة ــ «الأخبار»
«الأخبار فظيعة». قالها امس وزراء الحكومة وخصومها، كما قالها ايضا نجوم «البيزنس» وفقراء لا يجدون ثمن العشاء.
البداية كانت قبل منتصف ليل الأحد ــ الاثنين بنصف ساعة، وذلك مع خبر انهيار بناية فى حي حدائق القبة (شرق القاهرة)، حيث مات خمسة اشخاص من اسرة واحدة تحت الأنقاض. وانهارت، فى الوقت نفسه تقريباً، بناية اخرى فى قرية طنان في محافظة القليوبية، التي اصبحت على ما يبدو منطقة كوارث، وهو ما ادى الى مقتل ثلاث نساء من عائلة واحدة.
وكان قد صدر، بالنسبة للبناية الاولى، ثلاثة قرارات لازالتها لكنها لم تنفذ. اما الثانية، فسقطت بسبب المياة الجوفية التى تجمعت بعد توقف مشروع الصرف الصحي فى المنطقة.
كما انهارت بناية ثالثة، في حي شبرا أول من أمس، متأثرة ببناء برج سكني من 12 طابقاً بجوارها. ونتج من الانهيار تشرد أربع عائلات تبيت الآن فى الشارع امام البرج السكني بانتظار الحلّّ.
مشكلة هذه العائلات كانت موضوع مناقشة في البرنامج التلفزيوني «البيت بيتك»، والتي قيل انها السبب فى تقليص مسؤولية الوزير عثمان محمد عثمان الى حقيبة واحدة مستحدثة هي «التنمية الاقتصادية» بعدما كان مسؤولاً عن التخطيط والادارة المحلية.
ودافع الوزير، خلال البرنامج، عن سلامة ترخيص البرج، وهو الأمر الذي دفع رئيس ديوان رئاسة الجمهورية الدكتور زكريا عزمي للاتصال به على الهواء مباشرة وتوجيه انتقادات عنيفة بسبب تفشي الفساد والرشوة والاهمال، والتي فاقت قيمتها كل الارقام القياسية فى العالم.
وفي السياق، لم تنته حتى الآن الفوضى التي احدثها اضراب سائقي القطارات، والذي أدى الى تعطيل حركة السفر وتكدس المسافرين على ارصفة المحطات. اعلن السائقون ان هذا اضراب جزئي احتجاجاً على قيادة قاطرات غير صالحة ثم تقديم زملائهم كبش فداء الى المحكمة. وقالت قيادات السائقين: «نحن فى انتظار القاطرات التي وعد الرئيس باستيرادها».
وحاولت أجهزة الأمن أمس تطويق الاضراب، لكي لا يتكرر ما حدث في العام 1986 عندما اصيبت البلاد بشلل تام واحيل قادة الاضراب على محاكمة عسكرية.
من جهة أخرى، عادت اجهزة الأمن بكثافة إلى موقعها القديم بجوار نادي القضاة، رغم ان الاجتماع الذي عقد فيه أمس لم يكن عمومياً، وكان مجرد جلسة بين لجنة تفعيل قرارات «النادي» ومجلس الادارة الذي يبدي انزعاجه مما يسميه «مؤامرة» جديدة ضد القضاة تهدف الى ابعادهم عن الاشراف الكامل على الانتخابات ثم محاصرة مطالبهم بالاستقلال عن السلطة التنفيذية.
إلى ذلك، طالت الاخبار الصعبة نجوم «البيزنس»، حيث صدر حكم بحبس رجل الاعمال المعروف حسام ابو الفتوح 10 سنوات، لأنه توقف عن سداد مليار و200 الف جنيه للمصارف. ورغم أن أبو الفتوح عرض تسوية الديون وجدولتها، إلا أن المحكمة رأت أنه تلاعب في تقديم ضمانات وأعطى ضمانات وهمية.
قضية أبو الفتوح هي من الحكايات الشعبية في مصر، وقيل وقت القبض عليه منذ أربع سنوات، انه كان انتقاماً من كبار في الدولة وصلتهم شتيمة أبو الفتوح فى سهرة خاصة. ورأت تفسيرات أخرى أن الانتقام جاء بسبب رفض مشاركته للكبار أنفسهم في توكيل سيارات الـ«بي ام دبليو» الذي يمتلكه أبو الفتوح منذ الســــبعينيات.