القاهرة ــــ خالد محمود رمضان
استنفرت السلطات المصرية، أمس، مختلف أجهزتها الأمنية والعسكرية على حدود مصر مع فلسطين المحتلة، وبدأت تشديد الإجراءات الأمنية في منطقة صحراء شبه جزيرة سيناء، فيما وسّعت حملاتها لملاحقة خمسة «إرهابيين» مسلحين يُُعتقد بأنهم يحملون متفجرات ويخططون لاستهداف السياح الأجانب في منتجع شرم الشيخ.
وتأتي هذه الخطوة بعد أقل من أسبوعين على تشديد الإجراءات الأمنية المعتادة في منطقة قناة السويس، وسط أنباء عن احتمال تعرض السفن والبوارج الحربية العابرة للقناة في طريقها إلى لبنان أو الخليج العربي، لهجمات من قبل تنظيمات مجهولة تتبنى فكر ومنهج تنظيم «القاعدة».
وقالت مصادر مصرية لــ«الأخبار» إن قوات الأمن المصرية في سيناء وُضعت في حالة تأهب قصوى تحسباً لوقوع عمليات إرهابية، مشيرة إلى أن المئات من السياح الإسرائيليين بدأوا بالفعل مغادرة سيناء عائدين إلى الأراضي المحتلة، بعد صدور الإنذار عن أجهزة الأمن الإسرائيلية بضرورة الامتناع عن زيارة المنتجعات السياحية في المنطقةوكانت «هيئة مكافحة الإرهاب» التابعة لرئاسة الوزراء الإسرائيلية أطلقت، مساء أول من أمس، تحذيراً إلى السياح الإسرائيليين تدعوهم فيه إلى مغادرة شبه جزيرة سيناء "على الفور"، مشيرة إلى أن خطر التعرض للإسرائيليين في سيناء، بما في ذلك احتمال وقوع عمليات اختطاف، ازداد بصورة ملحوظة خلال الأيام القليلة الماضية.
كذلك دعت «الهيئة» الإسرائيليين الموجودين في تركيا إلى مراعاة الحذر واليقظة في أعقاب سلسلة الهجمات الأخيرة في هذا البلد، والبقاء في المنتجعات والفنادق التي ينزلون فيها والامتناع عن التجول في الأماكن المكتظة بالناس.
وفى أحدث نشرة تصدرها وزارة الخارجية البريطانية بصفة دورية، جرى تحذير مماثل من استمرار احتمال وقوع المزيد من العمليات الإرهابية. وقالت النشرة الصادرة في التاسع من الشهر الجاري إن هناك "تهديداً مرتفعاً باتجاه الإرهاب في مصر" وإن الهجمات المتوقعة يمكن أن تكون «عشوائية» وتستهدف أهدافاً مدنية، بما فيها الأماكن التي يرتادها السياح.
وبرزت أخيراً ظاهرة وقوع عمليات إرهابية في سيناء بالتزامن مع المناسبات والأعياد الوطنية.
ففي السابع عشر من شهر تشرين الأول من العام الماضي، اختار منفذو تفجيرات طابا ليلة الاحتفال بذكرى انتصار الجيش المصري على نظيره الإسرائيلي في حرب 1973 لتنفيذ عملياتهم ضد ثلاثة منتجعات سياحية في وقت واحد، مما أسفر عن مقتل 34 شخصاً وجرح أكثر من مئة آخرين.
وفى تفجيرات شرم الشيخ، التي وقعت أيضاً في الصباح الباكر، اختار منفذوها ليلة الاحتفال بذكرى «ثورة 23 يوليو (تموز)» لعام 1952 للقيام بضربتهم الأخيرة.
وتوقف بعض المحللين عند ما يعنيه هذان التاريخان اللذان يحملان ذكرى مناسبتين وطنيتين تعدان الأهم في تاريخ الشعب المصري. كما دفعت هذه المفارقة بعضهم الآخر إلى الذهاب إلى حدّ اتهام جهاز الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد) بالمسؤولية عما حدث لتحقيق أهداف عدة في وقت واحد.
وللمرة الأولى منذ توليه السلطة في عام 1981، تحدث الرئيس المصري حسني مبارك عن أن الأمن القومي المصري بات مستهدفاً وهو تعبير نادراً ما استخدمه مبارك عند الحديث عن «مكافحة الإرهاب والحرب الضروس التي تشنها السلطات المصرية ضد مختلف الجماعات الأصولية المتطرفة».