استأنف الجيش المالي مدعوماً بالقوات الفرنسية أمس تقدمه وسيطر مجدداً على بلدة كونا (وسط) واستعاد مدين ديابالي، فيما وسعت واشنطن بنحو محدود دعمها لفرنسا في معركتها مع المتمردين الاسلاميين. وأعلن الجيش المالي، في بيان مقتضب، أمس: «استعدنا السيطرة الكاملة على بلدة كونا بعدما كبدنا العدو خسائر جسيمة». وقال قائد القوات المالية في القطاع إن «اهم المعارك جرت في ننديغي على بعد 20 كلم من كونا وسحقنا العدو».
بدوره، أوضح مصدر أمني أن ضربات جوية فرنسية جديدة اتاحت للجنود الماليين امكانية دخول المدينة مجدداً. كذلك، استعاد الجنود الماليون والفرنسيون مدينة ديابالي الواقعة على بعد 400 كلم شمال باماكو. وقالت مسؤولة في بلدية المدينة: «تحررت ديابالي وغادر الاسلاميون، ودخل الجنود الفرنسيون والماليون المدينة».
من جهة ثانية، ذكرت مفوضية الأمم المتحدة للاجئين ان اللاجئين الماليين قدموا «روايات مروعة» عن إعدامات وبتر أطراف في الشمال وتجنيد المتمردين لأطفال من قبل المقاتلين الاسلاميين.
في اطار آخر، وافقت الولايات المتحدة الاميركية على طلب فرنسي لدعم جسر جوي لمساعدة فرنسا في نقل جنودها ومعداتهم الى مالي، وذلك في توسيع محدود للدعم الاميركي في المعركة. ويأتي القرار الاميركي بعدما أجرت إدارة اوباما مراجعة قانونية لتقرير المساعدة التي يمكن واشنطن أن تقدمها لفرنسا.
واعلن المتحدث باسم مجلس الامن القومي في البيت الابيض تومي فيتور ان بلاده «وافقت على نقل الجنود والعتاد»، وأضاف أن الفرنسيين سيسددون للحكومة الاميركية في وقت لاحق تكاليف الرحلات العسكرية.
وكشف فيتور إن سلاح الجو قد يبدأ في غضون 24 ساعة رحلات لطائرات شحن من المرجح أن تكون سي-17 وربما ايضاً طائرات سي-5 الاكبر حجماً. لكن التفاصيل لم تتضح حتى الآن ولم يتقرر جدول زمني.
اما بشأن نقل المعدات لحساب القوات الفرنسية وتموين الطائرات الفرنسية في الجو، فلا يزال يتعين على البنتاغون ووزارة الخارجية التأكد من الاطار القانوني لمثل هذه العملية بهدف عدم انتهاك القانون الاميركي.
وفي المواقف الدولية، صرح وزير الخارجية البلجيكي ديدييه رينديرز أمس أن بلاده تأمل أن تتحول العملية العسكرية التي تقوم بها فرنسا في مالي إلى «عملية دولية في اسرع وقت ممكن».
وقال رينديرز لإذاعة «اوروبا-1» إن بلاده «قدمت دعمها لفرنسا فوراً وهناك 75 عسكرياً بلجيكياً غادروا بلدهم، وقدمت كذلك دعماً لوجستياً بطائرات نقل ومروحية ومساعدة طبية». وأضاف: «لذلك لدينا جنود في المكان وسيكونون حتى في مالي لكن لن تكون هناك قوات مقاتلة».
واقر الوزير البلجيكي بأن العملية الجارية في مالي كشفت مجدداً التأخير الذي يعاني منه بناء الدفاع الاوروبي «لدينا مشكلة في تعبئة الوسائل في اوروبا عندما تقع احداث مهمة». ورأى أن الامر يتعلق في منطقة الساحل «بمعركة دولية يجب أن تشارك فيها اوروبا بقوة».
بدوره، اعلن وزير الدفاع البولندي توماس سيمونياك أن بلاده على استعداد لأن ترسل عدداً من المدربين العسكريين إلى مالي لدعم الجيش المالي ضد المجموعات المتطرفة.
وقال سيمونياك للاذاعة الرسمية: «في اطار استعدادات المهمة الاوروبية، نرى ان من الضروري ارسال ما بين 300 و400 مدرب. لذلك يمكن أن يأتي عشرة او خمسة عشر من بولندا».
واستبعد الوزير مشاركة بلاده في العمليات العسكرية.
وفي بروكسل، اعلن الاتحاد الاوروبي أنه ينوي تقديم مساعدة بقيمة خمسين مليون يورو لقوة التدخل الافريقية وتعزيز مساعداته التنموية لباماكو. واتخذ الاتحاد هذا القرار في اجتماع لوزراء خارجية دوله التي قررت تمويل جزء من احتياجات القوة الافريقية التي تقدر بما بين 150 و200 مليون يورو.
من جهة اخرى، اعلنت الناطقة باسم المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة، ميليسا فليمينغ، أمس أن المفوضية تقدر في التخطيط الجديد لعملياتها أنه «سيكون هناك 300 الف نازح اضافي في مالي و400 الف لاجئ اضافي في الدول المجاورة».
(أ ف ب، رويترز)