إسطنبول | بعد نقاشات مطولة، وافقت الحكومة التركية على المرشحين الجدد من أعضاء البرلمان عن حزب «السلام والديموقراطية» الموالي للأكراد للقاء زعيم حزب «العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان في سجنه الانفرادي في جزيرة أيمرالي قرب إسطنبول اليوم بحضور رئيس جهاز الاستخبارات الوطنية هاكان فيدان أو من سينوب عنه. ويتوقع أن تسعى الحكومة خلال لقاء اليوم إلى إقناع أوجلان بتوجيه نداء إلى جميع مسلحي «الكردستاني» لوقف كافة أنواع العمل المسلح ومغادرة تركيا كخطوة أولى على طريق اتفاق الحل النهائي للمشكلة الكردية. ويضم وفد حزب «السلام والديموقراطية» ثلاثة من البرلمانيين المعتدلين الذين سيستمعون من أوجلان إلى شرح لخططه المستقبلية لمناقشتها مع قادة الحزب والقادة العسكريين لـ «الكردستاني» الموجودين في جبال قنديل شمال العراق.
وكان فيدان قد أجرى مباحثات مع هؤلاء القادة في أربيل الأسبوع الماضي بوساطة رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني، وقادة حزب الاتحاد الوطني الكردستاني العراقي بزعامة الرئيس العراقي جلال الطلباني.
وكان الأمين العام المساعد للاتحاد الوطني الكردستاني العراقي، كوسرت رسول، قد زار أنقرة نهاية الأسبوع الماضي، والتقى الرئيس عبد الله غول ورئيس الوزراء رجب طيب أردوغان ووزير الخارجية أحمد داود أوغلو، وبحث معهم تفاصيل الملف الكردي تركياً وسورياً وعراقياً. وتحدثت المعلومات الصحافية عن تنسيق وتعاون تركي مباشر مع القادة الأكراد العراقيين لضمان الوضع الكردي شمال شرق سوريا ومنع حزب الاتحاد الديموقراطي الكردستاني السوري المتضامن مع «الكردستاني» التركي من خلق المشاكل لتركيا عبر الحدود السورية التركية.
وسبق للاتحاد الديموقراطي الذي تسيطر ميليشياته المسلّحة على المنطقة الكردية في سوريا أن اتهم حكومة أردوغان بدعم مسلّحي الجيش السوري الحرّ للسيطرة على البوابات الحدودية في المنطقة الكردية ومنها رأس العين وتل أبيض، وهو ما أدى الى وقوع اشتباكات عنيفة بين الطرفين. وترى الأوساط السياسية والإعلامية في تحركات أنقرة الأخيرة لحل المشكلة الكردية جزءاً من المخطط التركي لتضييق الحصار على الرئيس السوري بشار الأسد من خلال إقناع الأكراد السوريين بضرورة التحرك مع المعارضة السورية.
ويتوقع قادة حكومة «العدالة والتنمية» في أنقرة من الأكراد أن يرحبوا بمشروع أردوغان، وهم يفضلون تركيا الديموقراطية على العراق وإيران وسوريا بأوضاعها الحالية، وخصوصاً أن غالبية أكراد المنطقة يعيشون في تركيا.
في غضون ذلك، نشرت صحيفة «حرييات» نتائج استطلاع رأي جاء فيه أن نسبة 51 في المئة من الشعب التركي تؤيد مباحثات الحكومة مع عبد الله أوجلان، في مقابل 40 في المئة يؤيدون المباحثات المباشرة مع القادة العسكريين لـ«الكردستاني» الموجودين في شمال العراق. وأعرب 65 في المئة من المشاركين في الاستطلاع في 26 محافظة تركية عن تأييدهم لسياسات الحكومة لحل المشكلة الكردية، مقابل 95 في المئة أعربوا عن اعتقادهم بأن الأتراك والأكراد سيعيشون جنباً الى جنب دائماً، رغم كل المشاكل الماضية.