رحب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، أمس، بما وصفه بأنه «خطوات حاسمة» يخطوها المغرب تجاه الديمقراطية، مؤكدا على «الطابع المستعجل» لإيجاد حل متفاوض عليه لنزاع الصحراء الغربية. وأشار هولاند، في خطاب أمام الرلمان المغربي، إلى «اعتماد دستور جديد في صيف 2011 في خضم الربيع العربي، يضمن حسب الرئيس الفرنسي التسامح، ويعترف بالطبيعة المتعددة للهوية المغربية». وأضاف أن «المغرب يسيطر على التغيير الذي اختاره، وهذا ليس بالأمر السهل»، مشيراً إلى سياقات الربيع العربي «الواعدة من جهة والحاملة للخطر من جهة ثانية»، مشدداً «لهذا السبب يجب علينا درء جميع التهديدات». وشدد على أن أزمة الساحل (الحرب في مالي) تستعجل إيجاد حل لإنهاء الوضع القائم في الصحراء الغربية، مؤكداً أن «مشروع الحكم الذاتي الموسع المقترح من طرف المغرب في 2007 هو قاعدة ومنطلق جدي وذو صدقية في أفق حل متفاوض عليه». وأقر هولاند بأن هذه القضية لا تزال تفسد العلاقات بين دول المغرب العربي، وخصوصاً بين الجزائر والمغرب، وتعيق بناء شراكة اقتصادية واجتماعية متوسطية ومغربية حقيقية تناسب تطلعات شعوب المنطقة.
وفي المجال الاقتصادي، أثنى هولاند على العلاقات الاقتصادية الجيدة التي تربط الشركات الفرنسية بالمغرب، حيث استثمر الفرنسيون، حسب رئيسهم أكثر من 6 مليارات يورو في الشركات المغربية خلال العشر سنوات الأخيرة، فيما وصلت قيمة المبادلات التجارية بين البلدين إلى 8 مليارات يورو، لكن رغم الدينامية الاقتصادية ووجود نحو 80 ألف فرنسي في المملكة، إلا أن هولاند دعا إلى تكثيف التبادلات التجارية بعد تراجع فرنسا من المرتبة الأولى إلى الثانية في ما يتعلق بالشراكة، وذلك بعد إسبانيا.
وبعد انتهاء خطابه امام البرلمان المغربي أجرى هولاند مباحثات مع رئيس الحكومة المغربية عبد الإله بن كيران، قبل أن يحضر ملتقى لرجال الاعمال الفرنسيين والمغاربة، إضافة إلى لقاء طلبة الجامعة الدولية للرباط وشخصيات من المجتمع المدني.
من جهة أخرى، اشتد ضغط المعارضة الفرنسية ليمتد إلى داخل الائتلاف الحاكم في فرنسا بين الاشتراكيين والخضر أمس، مع مطالبة الرئيس فرنسوا هولاند بتغيير الحكومة على خلفية أزمة وزير المالية السابق جيروم كاهوزاك.
وطلبت وزيرة السكن، سيسيل دوفلوه، وهي واحدة من وزيري حركة الخضر في الحكومة، في مجلس الوزراء «رداً سياسياً قوياً، في الجوهر والشكل» على فضيحة كاهوزاك، على ما افاد مقربون منها، لكنها استبعدت الاستقالة. وفي معسكر الاشتراكيين، اقرت المرشحة لمنصب عمدة باريس، آن هيدالغو، بضرورة طرح مسألة تعديل الحكومة لكن «ربما ليس الان».
وبعد اعلان ملاحقة وزير المالية السابق جيروم كاهوزاك، كشفت صحيفة «لوموند» أمس أن المفتش المالي السابق، الذي كان امين صندوق حملة هولاند في الانتخابات الرئاسية في 2012، جان جاك اوجييه (59 سنة) صاحب اسهم في شركتي اوف شور في جزر كايمان، الجنة الضريبية. وزادت هذه المعلومات التي كشفتها لوموند وتندرج في اطار تحقيق طويل حول خدمات الاوف شور في العالم، في تفاقم اجواء متوترة تسببت بها قضية كذب جيروم كاهوزاك في ما يخص ودائعه المصرفية السرية في سويسرا ثم سنغافورة.
(أ ف ب)