تواصلت الاحتجاجات الشعبية في تركيا أمس، حيث اشتبك محتجون مع الشرطة في العاصمة أنقرة رغم تحذيرات الحكومة، بينما يجتمع رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان غداً مع زعماء «حركة حديقة غازي»، وهي المجموعة التي تحول احتجاجها على هدم متنزه في اسطنبول إلى موجة احتجاجات مناهضة للحكومة هزت تركيا. وقال نائب رئيس الوزراء بولنت ارينتش، أمس «طلبوا الاجتماع مع رئيس الوزراء ووافق على الاجتماع مع المنظمين» ،مضيفا أن الهدف سيكون العمل على انهاء الاحتجاجات.
وفيما رأس أردوغان اجتماعات الحكومة أمس في أنقرة لمناقشة طريقة التصدي للاحتجاجات، لا يزال المتظاهرون الاتراك مصممين على عدم التراجع في اليوم الحادي عشر من الحركة الاحتجاجية المناهضة للحكومة، وذلك رغم تحذيرات رئيس الوزراء بأن صبر الحكومة «ينفد».
وفي العاصمة، استعانت الشرطة أمس بمدافع المياه لدى محاولتها تفرقة محتجين، وردّ المحتجون بإلقاء الحجارة وتسليط عليهم أشعة الليزر لحجب الرؤية عن مستخدمي مدافع المياه.
وفي اسطنبول بقي المحتجون في منطقة غازي، حيث يعتصم كثيرون داخل خيام وهم يسيطرون الآن على منطقة واسعة من الميدان مع اغلاق مداخله بحواجز من الحجارة والقضبان الحديدية.
وهون كثير من المحتجين من شأن اجتماع الحكومة، إذ قال أحدهم «هذا الاجتماع هو اجتماع معتاد. أما النتيجة فلا أعرف عنها شيئاً. لكن متنزه غازي هو الذي وضع البرنامج وهو الذي سيقرر النتيجة».
وتعهد المتظاهرون عدم التراجع أمام الخطاب العدائي لرئيس الوزراء الذي عبأ انصاره أول من أمس، والقى سلسلة كلمات هاجم فيها «الرعاع» و»المتطرفين» الذين يتحدون سلطته في الشارع.
ويرى محللون أن رئيس الوزراء التركي اختار في مواجهة التظاهرات المناوئة لسلطته منذ أحد عشر يوماً، أداء دور الضحية الذي نجح فيه في ما مضى لكن هذا الدور يبدو اليوم مبتذلاً ويترجم فزعه.
وقارن رئيس الوزراء الاسلامي المحافظ بين الاضطرابات الحالية والحقبة التي كان يتدخل فيها الجيش بصفته حارساً للمؤسسات العلمانية في الحياة السياسية التركية (أطاح أربع حكومات بين 1960 و1997).
وفي ساحة تقسيم قالت الطالبة عجم ياكين: «سنذهب الى المدرسة، لكننا سنعود مساءً».
أما أمين سر تجمع «تضامن تقسيم» عاكف بوراك اتلار، الذي انبثق من الحركة الرافضة لإزالة حديقة غازي في ساحة تقسيم، فقال: «لست رجلاً سياسياً، لكنني أعتقد أن استمرار أردوغان في خطابه العنيف سيؤدي إلى استمرار التحرك». وأضاف: «هذا النوع من الخطابات ووحشية الشرطة أديا إلى استمرار الحركة الاحتجاجية. عليه (أردوغان) أن يتراجع، عليه أن يقر بمطالب الشعب».
وقتل ثلاثة أشخاص وأصيب نحو خمسة آلاف في الاضطرابات التي تعصف ببلد يواجه حرباً على الجانب الآخر من حدوده الجنوبية مع سوريا.
ويعتزم حزب العدالة والتنمية إطلاق أولى حملاته الانتخابية في أنقرة وإسطنبول في نهاية الأسبوع المقبل، ويتوقع حشد عشرات الآلاف في الشوارع.
ومع استمرار الأحداث وتصعيد رئيس الوزراء، أغلقت بورصة إسطنبول أمس على تراجع جديد بلغت ضد الأسواق التركية». إلى ذلك، أرسلت اللجنة الدولية لألعاب البحر المتوسط خطاباً إلى منظمي دورة مرسين 2013 لطلب ضمانات أمنية والمزيد من الإيضاحات بشأن التظاهرات الجارية.
لكن اللجنة المنظمة أكدت في وقت لاحق، أن الدورة ستقام في موعدها من 20 الى 30 حزيران الحالي في مرسين جنوب تركيا، رغم التظاهرات المناهضة للحكومة التركية.
وأوضحت اللجنة المنظمة واللجنة الأولمبية التركية في بيان، أن «تنظيم ألعاب المتوسط لن يتأثر بالتظاهرات التي تشهدها البلاد والتي كانت أساساً سلمية في منطقتي أضنة ومرسين».
وأضاف البيان: «بعد دراسة متأنية للوضع مع الخبراء، يبدو أنه ليس هناك أي خطورة على الرياضيين الذين سيشاركون في الدورة».
(رويترز، أ ف ب)