بينما اندلعت اشتباكات بين المحتجين والشرطة في العاصمة التركية، أنقرة، أمس، توافد عشرات الآلاف من أنصار رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، الى حديقة غازي في اسطنبول للاستماع الى زعيمهم والرد على التظاهرات المعارضة للحكم المستمرة منذ أكثر من أسبوعين. وتزامن ذلك مع إعلان اثنتين من كبرى النقابات التركية إضرابا عاماً اليوم في كل أنحاء تركيا تنديداً بأعمال العنف التي ارتكبتها الشرطة بحق المتظاهرين. وأعلن المتحدث باسم نقابة «كيسك» باكي جينار، لوكالة فرانس برس، «سننفذ إضراباً غداً (اليوم) في أنحاء البلاد مع (نقابة) ديسك ومنظمات أخرى» تمثل الأطباء والمهندسين والمهندسين المعماريين وأطباء الأسنان.
ودعت النقابتان أيضاً الى وقف «فوري» لأعمال العنف هذه. ويضم الاتحاد النقابي للعمال الثوريين (ديسك) 420 ألف عضو، فيما يضم الاتحاد النقابي لموظفي القطاع العام (كيسك) 250 ألف عضو.
في هذا الأثناء، عمد أنصار أردوغان الذين نقلتهم مئات الحافلات البلدية والخاصة الى حديقة ضخمة على طريق مطار اسطنبول، الى التلويح بالأعلام التركية ورايات حزب العدالة والتنمية الحاكم.
وغالبية هؤلاء المتظاهرين الداعمين لأردوغان هم من الرجال، لكن بينهم أيضاً نساء بعضهنّ غير محجبات.
وبينما امتلأت مداخل المدينة على مسافة كيلومترات عدة من الحديقة، هتف أنصار أردوغان: «يجب كسر الأيدي التي تمتد الى الشرطة»، و«الشرطة هنا، أين اللصوص؟».
وقال رجل أربعيني منحدر من منطقة ريزه، لم يفصح عن هويته لكونه موظفاً رسمياً، «نشارك في هذا التجمع لنظهر وحدة البلاد. أنتم ترون، عددنا سيبلغ المليون ولن يقع حادث واحد. هناك (في ساحة تقسيم) 5 ألاف شخص، وثمة أعمال عنف». وانتقد عثمان يلمظ، الذي يمارس مهنة حرة، أداء وسائل الإعلام، قائلاً «في كل أوروبا، تحصل حوادث مماثلة، لكن أنتم، وسائل الإعلام، لا تأتون على ذكرها بتاتاً»، متهماً إياها بالتضليل. وفي أنقرة، استخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع ورذاذ الفلفل ومدافع المياه لتفريق المتظاهرين.
وقال أحد المحتجين «لسنا خائفين... لسنا خائفين... نريد أن يرحل هذا الديكتاتور رئيس الوزراء».
واندلعت أعمال العنف، أول من أمس، بعدما اقتحمت الشرطة متنزه غازي في اسطنبول، حيث استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه لتفريق المحتجين، فهرع مئات منهم الى الشوارع المحيطة.
وكان أردوغان قد حذر قبل ساعات من أن قوات الأمن ستخلي الميدان إذا لم ينسحب المتظاهرون قبل تجمع لحزب العدالة والتنمية الحاكم في اسطنبول.
وفاجأ تدخل الشرطة بعد فترة وجيزة من كلمة أردوغان الكثيرين، ليلة السبت في ميدان تقسيم، وخصوصاً بعدما قال الرئيس عبد الله غول في وقت سابق، يوم السبت، إن المفاوضات الرامية لإنهاء الاحتجاجات تحقق تقدماً.
في غضون ذلك، أعلن رئيس الوزراء التركي أنه كان من «واجبه تطهير» ساحة تقسيم في اسطنبول بعدما تدخلت الشرطة أول من أمس لإخلاء آخر معقل للمتظاهرين الذين يطالبون باستقالته.
وقال أردوغان في لقاء عام لحزبه في اسطنبول «قلت إننا وصلنا الى النهاية وإن الأمر بات لا يحتمل. أمس (السبت)، تم تنفيذ العملية وتم تطهير (ساحة تقسيم وحديقة جيزي)... كان ذلك واجبي كرئيس للوزراء».
وفي برلين، شارك آلاف المتظاهرين في مسيرة سلمية في شوارع العاصمة الألمانية، أمس، للتعبير عن التضامن مع المحتجين في ساحة تقسيم.
(أ ف ب)