في ختام الجولة الثالثة من المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية، تحدثت تقارير صحافية عبرية عن خلاف بين الجانبين بشأن دور الوسيط الأميركي، مارتن إنديك، في المحادثات وضرورة حضوره داخل قاعة التفاوض. وذكرت صحيفة «هآرتس» أمس، أن الموقف الفلسطيني يرى أن وجود إنديك على طاولة المفاوضات أمر مطلوب، فيما يرى الوفد الإسرائيلي أن هذا الوجود من شأنه أن يضفي صعوبة على المفاوضات من خلال دفع الفلسطينيين إلى التصلب في مواقفهم. وكان الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، قد التقى إنديك قبل أيام وطلب منه أن يكون مشاركاً عن كثب في التفاوض، وألا يقتصر الدور الأميركي على الإشراف فحسب. ويتحفظ الإسرائيليون على أية مشاركة فعالة للوسيط الأميركي بذريعة أن المفاوضات يجب أن تكون ثنائية ومباشرة. لذلك لم يشارك إنديك في جولتي التفاوض الأخيرتين اللتين حصلتا في القدس المحتلة أول من أمس والأسبوع الماضي، رغم أنه موجود في فلسطين المحتلة منذ عشرة أيام.
وكان فريقا المفاوضات الفلسطيني والاسرائيلي قد التقيا للمرة الثالثة، اول من أمس. وقال رئيس الفريق الفلسطيني المفاوض صائب عريقات، في مقابلة مع «راديو الشمس» من الناصرة، إن الفلسطينيين يرفضون كل محاولة لصيغة اتفاق انتقالي. وأوضح أن المفاوضات ستبحث في كل المسائل الجوهرية. وأشار عريقات الى أن تحرير الاسرى الفلسطينيين القدامى ليس مشروطاً بالتقدم في المفاوضات، كما تدعي اسرائيل. وأضاف أن رئيس وزراء اسرائيل بنيامين «نتنياهو لا يثق بأبو مازن، ولهذا فقد طلب أن يكون التحرير على أربع دفعات وفقاً لجدول زمني واضح. وأنا اوضح بشكل لا لبس فيه أن كل الـ 104 أسرى سيتحررون من دون صلة بالتقدم في الاتصالات». ونفى عريقات بشدة أنه كان هناك موافقة فلسطينية على البناء في الكتل الاستيطانية. وعلى حد قوله «لا يوجد شيء كهذا. في ورقة الموقف التي تبلورت مع الأميركيين هذه المسألة واضحة تماماً، اضافة الى الموقف في أن أساس المفاوضات هو حدود 67».
وأعرب عريقات عن أسفه من أن معظم السلوك الاسرائيلي في موضوع المسيرة السياسية يجري خارج غرفة المفاوضات. وأضاف: «كل يوم نسمع تصريحاً لوزير أو مسؤول يعلن المزيد فالمزيد من البناء. ويأتي هذا لإفشال المفاوضات وهم قد ينجحون في ذلك».
بدوره، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، لوفد من حزب الجبهة الديموقراطية «حداش» برئاسة النائب محمد بركة، إن الفلسطينيين يدخلون الى المفاوضات مع اسرائيل بجدية، وإنه «اذا كان صدق في الطرف الاسرائيلي فسيكون ممكناً الوصول الى اتفاق». وأضاف أنه في جولات المفاوضات في السنوات السابقة تحقق تقدم كبير، معرباً عن اعتقاده بأنه يمكن ايجاد حلول لكل المسائل الجوهرية. واقتبس بركة عن عباس قوله: «أعرف كيف أقرأ الخريطة السياسية في اسرائيل. الاتفاق سيقر بأغلبية كبيرة في هذه الكنيست، اذا أراد نتنياهو ذلك». رئيس كتلة «يوجد مستقبل»، النائب عوفر شيلح، قدر، بدوره، أنه في اطار التسوية السلمية ستصبح القدس الشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية. وقال: «انا لا أرى تسوية ممكنة لا يكون فيها بوسع الفلسطينيين ان يسموا شرقي القدس عاصمة الدولة الفلسطينية». وجاء حديث شيلح في مناسبة عقدتها حركة «السلام الآن» في أحد النوادي الليلية في تل أبيب. وتتناقض أقواله، بقدر كبير مع مبادئ المفاوضات التي نشرها «يوجد مستقبل» في فترة الانتخابات وتصريحات سابقة في هذا الشأن لزعيم حزبه يئير لبيد. وحسب وثيقة المبادئ في «يوجد مستقبل»، فإن «القدس ستبقى موحدة وتحت سيادة اسرائيلية، وذلك لأن القدس ليست مجرد مكان أو مدينة، بل هي أيضاً مركز الفكرة اليهودية ـ الاسرائيلية».
(الأخبار)