في الوقت الذي كُشف فيه عن رسائل متبادلة بين الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني، ونظيره الأميركي باراك أوباما، نددت إيران أمس بتصريحات الأخير الذي لم يستبعد اللجوء إلى القوة ضدها في الأزمة المتعلقة بملف طهران النووي، بينما أكد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي أن بلده يرفض السلاح النووي انطلاقاً من عقيدته ومبادئه الإسلامية، وليس من أجل أميركا أو غيرها.وقال خامنئي، خلال استقباله أمس قادة وكوادر الحرس الثوري الاسلامي في ايران المشاركين في الملتقى العشرين لقادة الحرس: «إننا نرفض السلاح النووي، ليس من أجل أميركا وغير أميركا، بل انطلاقاً من عقيدتنا ومبادئنا، كذلك لا ينبغي لأحد أن يمتلك هذا السلاح أيضاً».
ورأى خامنئي أنّ «عالم الديبلوماسية عالم إطلاق الابتسامات»، مضيفاً: «إنهم يطلقون الابتسامات ويدعون إلى إجراء المحادثات ويقرون بالعداء صراحة في الوقت ذاته. العداء للثورة الإسلامية يعود لهويتها وحقيقتها وليس بسبب الأشخاص».
وفي تعليق غير مباشر على دعوة الرئيس روحاني للحرس بعدم الاشتغال في السياسة، أوضح المرشد الأعلى، أن «ليس من الضروي أن يمارس الحرس الثوري أنشطة سياسية، إلا أن حراسة الثورة بحاجة الى معرفة دقيقة بالحقائق، لذا لا يمكن ان تكون لمجموعة تعتبر الساعد لصون الثورة عين مغلقة وغير بصيرة تجاه التيارات الانحرافية أو غير الانحرافية العميلة أو سائر التيارات السياسية».
وكان الرئيس الإيراني قد طلب من الحرس الثوري خلال كلمة في ملتقى قادته وكوادره، أول من أمس، ألا يتدخل في السياسة.
وقال روحاني إن مؤسس الجمهورية الاسلامية روح الله الخميني، أوصى الجيش بالبقاء بعيداً عن السياسة، مضيفاًَ أن «قوات حرس الثورة الاسلامية أرقى وأبعد من الأحداث السياسية ولا تجاريها او تتدخل فيها، وحرس الثورة الاسلامية لديه شأن اكبر، هو الأمة كلها»، حسبما نقلت عنه وكالة الأنباء الطلابية (إسنا).
في غضون ذلك، أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الايرانية، مريم أفخم، تبادل رسائل بين الرئيس الايراني ونظيره الأميركي «عبر القنوات الدبلوماسية»، موضحة أن أوباما هنأ روحاني بفوزه في انتخابات 14 حزيران الماضي، وأن روحاني «شكره مع توضيح بعض النقاط». في المقابل، في معرض ردها على تهديد اوباما إيران ببقاء خيار الضربة العسكرية مطروحاً، قالت المتحدثة الايرانية إن «الولايات المتحدة لا تزال تستخدم لغة الوعيد ضد ايران. قلنا لهم أن يستبدلوها بلغة الاحترام، لغة الوعيد لن يكون لها أي تأثير على تصميم الحكومة والأمة على الدفاع عن حقوقنا النووية المطلقة ولا سيما تخصيب اليورانيوم».
من ناحية ثانية، أشارت أفخم إلى أنّ من غير المقرر عقد أي لقاء بين روحاني ومسؤولين اميركيين وبريطانيين في نيويورك على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة.
في المقابل، يجري وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، المكلف المفاوضات في الملف النووي، محادثات مع نظرائه الأوروبيين، وبينهم وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون.
وكتب ظريف أمس على صفحته على موقع فيسبوك: «أغادر هذا المساء الى نيويورك وسأعقد لقاءات مع بعض وزراء الخارجية، السيدة آشتون وعلى الارجح مع مجموعة 5+1، التي تضم الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن والمانيا».
وبشأن تركيبة الوفد الإيراني لإجراء المفاوضات مع مجموعة «5+1» أوضحت أفخم أنه سيتم الإعلان عن أعضاء الوفد بعد التنظيم من قبل الخبراء وطي الموضوع مراحله الداخلية في وزارة الخارجية.
وبشأن تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الذي أعلن فيها استعداد الجمهورية الاسلامية لخفض نسبة تخصيب اليورانيوم من 20 في المئة الى نسبة أقل، وأن المفاوضات النووية المقبلة ستتمحور حول هذه النقطة، أكدت أفخم أن الشعب الإيراني يمتلك حق التخصيب على أراضيه، مشيرة إلى أن المفاوضات ستتطرق الى هذا الموضوع في المستقبل.
وفي فيينا، أعلن رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، علي أكبر صالحي، أمام جلسة حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أنه يحمل رسالة من رئيس الجمهورية المنتخب حديثاً (حسن روحاني) تقوم على تنمية التعاون مع الوكالة بهدف غلق ملف البرنامج النووي الايراني.
من جهة ثانية، أعلن قائد سلاح الجو - فضاء في الحرس الثوري الايراني، العميد أمير علي حاجي زاده، نجاح اختبار أحدث مقاتلة من دون طيار للحرس صُنِعت محلياً، سيزاح عنها الستار خلال الايام القليلة المقبلة.
وقال حاجي زاده في حوار مع قناة التلفاز الثانية الايرانية، إن «ايران لم تتلق المساعدة في قطاع صناعة الطائرات من دون طيار من أحد ولم تكن تمتلك أي طائرة من هذا الطراز، الا ان الخبراء الايرانيين حصلوا على نماذج بعد نجاحهم في اقتناص العديد منها أو إسقاطها كما حدث مع الطائرة الاميركية المتطورة من طراز (آر كيو 170) واستطاعت ايران بفضل خبرائها ومتخصصيها ان تحوز امكانات جيدة في هذا المجال، ما جعلها من بلدان الطراز الأول في هذا الحقل التكنولوجي».
وأكد أنّ الستار سيُزاح عن أحدث طائرة بلا طيار قتالية مزودة بقذائف وقنابل مُصنّعة محلياً أيضاً وأُجريت عليها التجارب بنجاح.
في السياق، قال إن ايران حققت الاكتفاء الذاتي في قطاع صناعة الصواريخ في جميع المديات القصيرة والمتوسطة والطويلة، واستطاعت أيضاً تطوير وقود الصواريخ من سائل الى صلب وحققت الاكتفاء الذاتي في انتاج منصات الاطلاق والإسناد بصورة كاملة.
ولفت الى منظومات عديدة في مجالي الرصد والمضادات الجوية يجري ادخالها الى الخدمة حالياً، مشيراً الى نجاح الانتاج الصناعي في منظومة «رعد» للدفاع الجوي.
الى ذلك، خلصت قاضية اتحادية أميركية الى أن مالكي ناطحة سحاب في مدينة نيويورك «حموا وأخفوا (عمداً) أصولاً ايرانية» في انتهاك للقانون الاميركي.
وقضت القاضية الأميركية كاثرين فورست، الاسبوع الماضي ان مالك أغلبية الاسهم في مبنى «علوي فونديشن» كان يعلم ان مالكين لحصتين صغيرتين هما واجهة لمصرف «ملي» الايراني.
(أ ف ب، رويترز، إرنا، فارس)