رفضت إيران أمس مطالب الغرب لها بشحن مخزونها من المواد النووية الحساسة إلى الخارج، لكنها أشارت إلى المرونة بشأن جوانب أخرى من أنشطتها النووية التي تقلق الغرب قبل استئناف المفاوضات بينهما غداً في جنيف. ونقل موقع التلفزيون الايراني على الانترنت عن نائب وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، قوله: «بالطبع سنتفاوض بشأن شكل وكمية ومختلف مستويات التخصيب، لكن شحن المواد خارج البلاد خط أحمر بالنسبة إلينا».
وسيكون عراقجي ضمن وفد إيران الى المحادثات النووية مع القوى العالمية الست (فرنسا وبريطانيا وروسيا والصين والولايات المتحدة وألمانيا) في جنيف غداً وبعد غد.
بدوره، أكد القائد العام للحرس الثوري الايراني، اللواء محمد علي جعفري، انه «لا ينبغي التخلي عن حقوقنا» في ظل توجيهات المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي، حول المرونة البطولية، لافتاً الى ان الامام الخميني لم يكن ينظر الى أميركا بنظرة تساوُمية.
وأشار جعفري، خلال مراسم الاستعراض الصباحي أمس لقوات الحرس الثوري في محافظة خراسان الشمالية، الى أن «المرونة البطولية ليست من موضع ضعف، وأن بطولتها تؤكد قوة نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية».
وفي الوقت الذي تتواصل فيه الحملة السياسية والإعلامية الاسرائيلية، وجهت إدارة باراك أوباما الأميركية رسالة طمأنة الى تل أبيب، ازاء عدم تقديم اي اقتراح حل وسط ينطوي على تخفيف العقوبات في هذه المرحلة على قطاعات الطاقة والمصارف والسفن التي أضرت بالاقتصاد الايراني، حسبما نقل مراسل «يديعوت احرونوت» في واشنطن، يتسحاق بن حورين.
وأضاف أنه على عكس التقارير الاعلامية، لن توافق واشنطن والدول الأوروبية على اقتراح مواصلة ايران تخصيب اليورانيوم بدرجة 3,5 في المئة مقابل التنازل عن التخصيب بدرجة 20في المئة، وان الطرفين الأميركي والأوروبي سيرىان ما سيقدمه الإيرانيون.
في المقابل، اوضح وزير المال الاسرائيلي يائير لابيد، الذي اجرى سلسلة لقاءات في واشنطن على هامش المؤتمر السنوي لصندوق النقد الدولي، انه لاحظ شكوكاً متبادلة بين الأميركيين والاوروبيين، على خلفية مخاوف كل طرف بأن تسارع شركات الطاقة للطرف الآخر، لقطف ثمار تخفيف العقوبات على ايران.
في السياق نفسه، أجرى نتنياهو محادثات هاتفية مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، مارس خلالها الضغط عليهما لعدم رفع العقوبات عن ايران، وبهدف حثّهما على إبقاء الوضع على ما هو عليه. وأكد نتنياهو للزعيمين ان العقوبات التي فُرضت على ايران على وشك تحقيق نتائجها المؤملة، لجهة تفكيك البرنامج النووي العسكري لإيران، حسبما ذكرت مصادر سياسية اسرائيلية.
كذلك أشار الى ان الضغط هو الذي دفع ايران للوصول الى هذه النقطة، وعبر استمراره فقط يمكن الوصول الى تفكيك البرنامج النووي.
وبحسب موقع «واللاه» العبري، ابلغ هولاند نتنياهو ان فرنسا تؤيد الموقف الاسرائيلي، وانها ستتخذ موقفاً متشدداً حيال ايران، مع استئناف المحادثات بين طهران والاتحاد الأوروبي.
واضاف الموقع، عن لسان هولاند، أن بلاده ستقف بحزم ضد امتلاك ايران للقنبلة النووية، وستعمل لكي تضمن أن تقترن تصريحات الرئيس الايراني حسن روحاني، بأعمال على ارض الواقع، وفق ما جاء في بيان الاليزيه.
أيضاً، نقل الموقع الإسرائيلي نفسه أن نتنياهو هاجم بشدة الموقف البريطاني، في ضوء عزم لندن على إعادة فتح سفارتها في طهران، حسبما نقلت عنه صحيفة «فاينانشال تايمز» بأن على بريطانيا أن تصر على أن تعترف إيران بإسرائيل، وأن تتوقف عن التهديد بإزالتها من الوجود، قبل المضي قدماً في استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
الى ذلك، أكد نتنياهو لصحيفة «نيويورك تايمز» التي تتسم علاقته بها بالتوتر، انه لن يسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي. لكن الصحيفة رأت ان نتنياهو يواجه عزلة دولية نتيجة موقفه من البرنامج النووي الايراني.
وأشار الى انه فقد العديد من زملائه ومساعديه الموثوق بهم داخل مجلس الوزراء الاسرائيلي، لكن نتنياهو رأى، كما نقلت الصحيفة، أن «هرتسل كان معزولاً أكثر مني». وأضافت الصحيفة أنه في الوقت الذي تلتقي فيه القوى العالمية الست الكبرى، للتفاوض حول البرنامج النووي لايران، مع الرئيس روحاني، يبدو رئيس الوزراء الإسرائيلي كمن تجمّد في أسر الماضي مع ما نشهد من تحولات جيوسياسية.
(الأخبار، أ ف ب، فارس)