بينما بدأت عجلة الاستثمارات الاقتصادية الغربية تتحرك سريعاً نحو إيران بعد اتفاق جنيف 3، حيث أعلنت طهران أمس أسماء سبع شركات نفط غربية تريدها أن تستثمر في قطاع النفط والغاز الإيراني الضخم بعد رفع العقوبات الدولية، واصل وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف جولته الخليجية حيث حل في الإمارات التي تتنازع بلاده معها حول جزر ثلاث في مياه الخليج. ففي أبو ظبي، أمل ظريف تحسين العلاقات مع الإمارات العربية، قائلاً خلال اجتماع مع رئيس الدولة الخليجية خليفة بن زايد آل نهيان، «إن الجمهورية الإسلامية تولي أهمية خاصة للعلاقات مع الإمارات، ونأمل أن نتمكن في هذه المرحلة، عبر إدارة العلاقات واستثمار الفرص والطاقات، من تعزيز ومأسسة التعاون بين البلدين».

وأشار الى أن بلاده «اتخذت الخطى دوماً في مسار ما فيه الخير لدول المنطقة»، مؤكداً ضرورة إرساء الهدوء والاستقرار ونهج الاعتدال، ونقل تحيات الرئيس روحاني الحارة والقلبية لرئيس دولة الإمارات.
وجدد وزير الخارجية الإيراني الدعوة الموجهة من الرئيس الإيراني إلى نظيره الإماراتي للقيام بزيارة لطهران.
واعتبر ظريف العلاقات مع الدول الجارة والمنطقة أولوية لإيران في مجال السياسة الخارجية، قائلاً إن بلاده «تدعو الى سيادة أجواء الاعتدال والوسطية والعقلانية في مجال العلاقات الدولية»، ومعتبراً الاستقرار والأمن رهناً باعتماد السبل السياسية بدلاً من السبل العسكرية.
وتناولت المحادثات بين الجانبين قضايا التطرف في المنطقة والأخطار الناجمة عنها، وتم التأكيد على ضرورة بذل الجهود الجماعية في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والتعاون المتعدد الأطراف والإقليمي والدولي.
من جانبه، حمّل رئيس دولة الإمارات وزير الخارجية الإيراني تحياته وأمانيه القلبية للرئيس الإيراني، وأكد أن الإمارات على استعداد لكل أشكال التعاون مع إيران. وقال إن «الجمهورية الإسلامية الإيرانية دولة مهمة، وهي أقرب إلينا من الجميع».
من ناحيتها، قالت وكالة أنباء الإمارات إن آل نهيان «قبل (الدعوة من روحاني لزيارة إيران) شاكراً، على أن يحدد موعدها في وقت لاحق».
وفي دبي، حيث التقى حاكمها نائب رئيس دولة الإمارات محمد بن راشد آل مكتوم، أعرب ظريف عن قلقه لنمو التطرف والفتنة الطائفية في المنطقة، وقال: علينا من خلال مساعدة بعضنا البعض منع نمو هذه الظاهرة البغيضة.
وأكد أن «أمن واستقرار كل من دول المنطقة بمثابة أمن واستقرار الجمهورية الإسلامية الإيرانية».
ورأى أن العلاقات بين طهران وأبو ظبي تمضي الآن في مسار جيد. وقال إننا نسعى لتطوير هذه العلاقات في ظل الحكومة الجديدة (في إيران) أكثر مما مضى، ونأمل أن نتمكن بدعمكم من وضع هذه العلاقات في مسار المصالح المشتركة وأن نستفيد من هذه الفرص الى أقصى حد ممكن.
من جانبه، أعرب آل مكتوم رئيس وزراء الإمارات عن سروره للاتفاق الحاصل بين إيران ومجموعة السداسية الدولية «5+1» في جنيف، وقال إن رؤيتنا للمستقبل إيجابية وبإمكاننا زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين.
وأوضح أننا «نواجه تهديدات وضغوطاً مشتركة»، قائلاً، «لكننا أكدنا دوماً أننا تعايشنا سلمياً أعواما طويلة الى جانب إيران».
وتم البحث خلال اللقاء أيضاً بأوضاع الإيرانيين المقيمين في الإمارات، بالإضافة الى موضوع عقد اجتماع اللجنة الاقتصادية المشتركة بين البلدين.
من جهة ثانية، قالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، برناديت ميهان، أول من أمس، إن الولايات المتحدة لا تعترف بأن ايران لها الحق في التخصيب «لكننا مستعدون للتفاوض على برنامج محدود بشكل صارم للتخصيب في المراحل الأخيرة».
ورأت أن هذا يرجع الى أن الإيرانيين أشاروا للمرة الأولى الى أنهم مستعدون لقبول «رقابة صارمة وقيود على المستوى والنطاق والقدرات والمخزونات».
وقالت ميهان «إذا أمكننا الوصول الى تفاهم حول كل هذه الضوابط الصارمة، عندئذ يمكن أن يكون لدينا ترتيب يتضمن قدراً متواضعاً جداً من التخصيب يكون مرتبطاً بحاجات إيران العملية ويقضي على أي قدرة لتوسع كبير في الأجل القصير».
في هذه الأثناء، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الاتفاق الأخير بشأن الملف النووي الإيراني سيجعل نشر درع الحلف الأطلسي المضاد للصواريخ في أوروبا، الذي تعارضه روسيا منذ سنوات، عملية بلا جدوى. وقال لافروف في ختام اجتماع مع نظرائه في الحلف الأطلسي في بروكسل «إذا طبق الاتفاق بالكامل، وإذا وضعت طهران نهائياً حداً لبرنامجها النووي، وإذا مارست الوكالة الدولية للطاقة الذرية رقابتها، فلن يعود هناك سبب لإطلاق نظام الدرع المضاد للصواريخ في أوروبا».
في غضون ذلك، ذكر وزير النفط الإيراني، بيجن زنغنه، أن شكرات غربية قد تعود إلى العمل في إيران، موضحاً أنها بالترتيب «توتال» الفرنسية و«شل» البريطانية الهولندية و«إيني» الإيطالية و«شتات أويل» النروجية و«بي بي» البريطانية و«إكسون» و«كونوكو» الأميركيتين.
وأبلغ الصحافيين خلال اجتماع لمنظمة أوبك أنه يجري محادثات بالفعل مع بعض الشركات، قائلاً «ليس لدينا قيود على الشركات الأميركية. قبل 20 عاماً، كانت هناك قيود عليها من الإدارة الأميركية نفسها. وفي ما يتعلق بتنفيذ المشروعات في إيران ليس لدينا أي قيود».
في الشأن الأمني، اعتقلت استخبارات الحرس الثوري الإسلامي في محافظة كرمان (جنوب شرق إيران) عدداً من الناشطين على شبكة الإنترنت بتهمة ارتكابهم جرائم سايبرية وارتباطهم بجهات أجنبية.
الى ذلك، أعلن رئيس «منظمة جهاد الاكتفاء الذاتي للقوة البحرية» في الجيش الإيراني، العميد علي غلام زادة، أنه ستتم مضاعفة تسليح وفترة إبحار المدمرة «سهند» قيد التصنيع بالمقارنة مع المدمرة «جماران».
وقال لوكالة أنباء «فارس» حول مميزات «سهند»، إن أول ميزة للمدمرة هذه هي زيادة قدرتها على التخلص من الرادار المعادي بنسبة 30 في المئة، حيث إن شكل هيكليتها يؤدي الى صعوبة الكشف عنها من قبل الرادار.
وأضاف إن الميزة الأخرى لهذه المدمرة هي تصميم مستودعاتها لزيادة فترة إبحارها الى الضعف بالمقارنة مع «جماران».
(مهر، إرنا، فارس، أ ف ب، رويترز)