انتقد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، أمس، دول منطقة الخلیج، قائلاً إنها لو كانت تتمتع بالقوة والتطور «لما كانت تقایض النفط بالسلاح». بيد أن قائد القوات البحرية الأميركية في منطقة الخليج، الأميرال مارك فوكس، حذّر من هجمات انتحارية إيرانية بزوارق اُعدت لذلك في مياه الخليج. أما الرئيس الإيراني، فقال إن «دول منطقة الخلیج، بسبب عدم تطورها واقتدارها علی مواجهة المستكبرین والصهاینة، تتسلم السلاح مقابل النفط».
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) عن نجاد قوله، خلال زیارته لمحافظة سیستان وبلوشستان شرق إیران، «إن القوی الاستعماریة تقف وراء تخلف بعض دول المنطقة».
من ناحية أخرى، قال الأميرال فوكس، الذي يقود الأسطول الخامس الأميركي للصحافيين في قاعدة الأسطول في البحرين، إن الإيرانيين «زادوا عدد الغواصات، وزادوا عدد سفن الهجوم السريعة. وزُوِّد بعض من تلك القوارب الصغيرة برؤوس حربية ضخمة يمكن أن تستخدم كشحنة ناسفة انتحارية»، مشيراً إلى أن الإيرانيين يملكون مخزوناً ضخماً من الألغام. وأضاف: «تابعنا باهتمام تطويرهم لصواريخ ذاتية الدفع قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى، وبالطبع تطوير برنامجهم النووي»، مؤكداً أن إيران تملك الآن عشر غواصات صغيرة.
وسئل فوكس عمّا إذا كانت البحرية الأميركية مستعدة لهجوم أو مشكلات أخرى في الخليج، فقال: «إننا يقظون جداً، ووضعنا مجموعة كبيرة من الخيارات لإعطائها للرئيس، ونحن مستعدون». وعن تهديدات إيران بإغلاق مضيق هرمز قال: «هل بإمكانهم أن يجعلوا الحياة صعبة بالنسبة إلينا؟ نعم يستطيعون. إذا لم نفعل شيئاً وتمكنوا من العمل من دون رادع، نعم يستطيعون إغلاقه، لكن لا أتوقع أن نكون في هذا الموقف على الإطلاق».
في غضون ذلك، ذكرت مجلة «نيوزويك» الأميركية أن رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي تامير باردو، زار أخيراً واشنطن، حيث عقد اجتماعات عالية المستوى بشأن إيران. ونقلت عن مسؤول أميركي رفيع المستوى قوله إن باردو أراد جسّ نبض إدارة أوباما واستطلاع العواقب المحتملة بحال قصف إسرائيل مواقع نووية إيرانية، رغم الاعتراض الأميركي.
وقالت المجلة إن إسرائيل توقفت عن مشاركة كمية كبيرة من المعلومات مع واشنطن حيال استعداداتها العسكرية، مشيرة إلى أن إدارة الرئيس باراك أوباما أبلغت إسرائيل عبر عدة قنوات أن واشنطن تريد «الوقت والمجال لصياغة العقوبات». وقال مسؤول أميركي: «لم نفرض العقوبات الأقسى فحسب، بل بدأنا بالتحرك تجاه قطاع الطاقة أيضاً». وأضافت المجلة أن البيت الأبيض لا يريد أن تشن إسرائيل حرباً.... «على الأقل ليس الآن».
من جهة أخرى، وصفت أذربيجان اتهامات إيران لها بالتعاون مع جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) والمساعدة في اغتيال علماء نوويين إيرانيين بأنها «افتراء». وأدانت وزارة خارجية أذربيجان، على لسان المتحدث باسمها المان عبد اللاييف، رسالة الاحتجاج التي سُلِّمت لسفيرها لدى طهران وتتهم فيها باكو بالتعاون مع إسرائيل، وتطالبها بمنع الموساد من تنفيذ «نشاطات» معادية لطهران من أراضيها. وقال المتحدث إن «هذه الرسالة تمثّل رداً على رسالة أذربيجانية بشأن محاولة أجهزة الأمن الإيرانية شن هجمات على مواطنين إسرائيليين اثنين في باكو».
في الشأن الإيراني الداخلي، أعلن حاكم طهران مرتضى تمدن، أن السلطات الإيرانية ستتخذ إجراءات صارمة في مواجهة احتجاجات المعارضة المنوي القيام بها يوم غد الأربعاء في طهران، بسبب استمرار الإقامة الجبرية المفروضة منذ عام على زعيمي المعارضة مير حسين موسوي ومهدي كروبي.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)