عرض جنوب السودان، أمس، مسودة اتفاق على طاولة المفاوضات لحل خلافاته مع السودان تتضمن زيادة الرسوم المدفوعة للخرطوم، مقابل عبور نفطه وإجراء استفتاء حول تقرير المصير من الآن حتى نهاية 2012 في منطقة ابيي المتنازع عليها قبل بضعة أيام من انتهاء مهلة الثاني من آب التي حددتها الأمم المتحدة للسودانين لتسوية الخلافات بين البلدين حول المنطقة. العرض جاء خلال جولة استئناف المفاوضات بين البلدين مع وسيط الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا، على رغم الاتهامات بشن غارات جوية سودانية على جنوب السودان. وأعلن كبير مفاوضي جنوب السودان، باغان آموم، أن بلاده «عرضت تحويلات مالية سخية وشطباً كاملاً للديون وحزمة تعويضات تبلغ قيمتها 3.2 مليارات دولار لسد عجز ميزانيته لما فيه مصلحة السلام». ويشمل العرض شطب ديون بقيمة تزيد على 4.9 مليارات دولار وزيادة حزمة التعويضات إلى 3.2 مليارات دولار من 2.6 مليار دولار في عرض مقدم في وقت سابق هذا العام.
كما عرضت جوبا على الخرطوم 8,2 مليارات دولار على مدى ثلاثة أعوام، عبارة عن مزيج من تحويلات مالية وتحمل جزءاً من ديون السودان قبل الانفصال والذي لم يشأ جنوب السودان أن يتحدث عنه أبداً حتى الآن. والفكرة تكمن في تغطية الربح الفائت للسودان منذ استقلال الجنوب.
وأعربت جوبا عن استعدادها لتدفع للخرطوم 7,26 دولارات مقابل كل برميل نفط يصدر عبر السودان بواسطة أنبوب النفط الذي تستخدمه. وتمثل هذه الرسوم زيادة 0,07 دولار مقارنة بما عرضته جوبا في السابق. بالإضافة إلى ذلك، عرضت جوبا أيضاً آلية تحكيم دولية لإنجاز ترسيم الحدود المشتركة بين البلدين.
وذكر آموم أن عرض جوبا هو الأخير قبل الثاني من آب، مضيفاً «أمامنا تسعة أيام (قبل الموعد النهائي للأمم المتحدة) حان الوقت لأن يستكمل الطرفان اتفاقاًَ».
بالمقابل، قلل وفد السودان المفاوض من عرض جنوب السودان، وقال عضو الوفد المفاوض، دكتور مطرف صديق، إن ما رفعه وفد جنوب السودان هو في واقع الأمر تجميع لمواقف سابقة في وثيقة واحدة، وهو اجترار لمواقف سابقة ولا تحمل جديداً. وأكد مطرف أن بلاده على استعداد للتفاوض حول جميع المسائل، بما فيها البترول والحدود والأمن، وذلك وفقاً لجدول متفق عليه فى المفاوضات. وأشار إلى أن المفاوضات كانت تسير على تناول جميع هذه القضايا وفقاً لاستراتيجية شاملة، وأنه عندما يأتي التفاوض حولها فسوف يوضح السودان موقفه تجاهها.
بدوره، شدد الناطق باسم الخارجية السودانية، العبيد أحمد مروح، على أجندة دولية تحدد مسار التفاوض لوفد جنوب السودان، مضيفاً إن جوبا تعول على مجموعات ضغط دولية «قوية ونافذة» لفرض مزيد من العقوبات على السودان «ليصبح لقمة سائغة لالتهامه».
(الأخبار، رويترز، أ ف ب)