في المواجهة الأولى بين المرشحين لنائب الرئيس في الانتخابات الأميركية، حاول الديموقراطي جو بايدن أن يستعيد بعض ما خسره رئيسه باراك أوباما في استطلاعات الرأي لمصلحة منافسه الجمهوري ميت رومني عقب المناظرة الرئاسية الأولى، فسخّر لذلك مصادر قوته في السياسة الخارجية وخبرته وحنكته لمهاجمة الجمهوري بول راين، ورفع معنويات الديموقراطيين. وجرت المناظرة الأولى فجر أمس في دانفيل ــ كنتكي، ودار خلالها نقاش حاد تناول ليبيا وايران وافغانستان.

لكنها كانت لائقة بين مرشحين على طرفي نقيض، سواء من حيث العمر أو الشخصية أو الرؤية. وبدأت في تناول مسؤولية الادارة في الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي بليبيا في 11 أيلول، الذي أدى إلى مقتل اربعة اميركيين، بينهم السفير. وقال بايدن «سوف نمضي الى عمق القضية، واينما قادتنا الوقائع ومهما كانت، فسوف نطلع الاميركيين عليها. ومهما كانت الاخطاء التي ارتكبت، لن تتكرر»، مندداً بحجج خصمه باعتبارها «هراءً».
ورد بول راين بأن «الأمر استغرق أسبوعين حتى يقر الرئيس بأنه كان هجوماً ارهابياً»، آخذاً على الادارة تبديل روايتها حول سيناريو الهجوم.
وكانت مسألتا سوريا وأفغانستان حاضرتين بقوة في النقاش الحاد. ورأى المرشح الجمهوري أن أمن الولايات المتحدة ضعف خلال أربع سنوات من ولاية اوباما. وقال «حين انتخب باراك اوباما كان (الايرانيون) يملكون ما يكفي من المواد النووية لصنع قنبلة، اما اليوم، فهم يملكون ما يكفي لصنع خمس قنابل».
ورد بايدن «هذا لا يصدق!»، موضحا أن «الاسرائيليين والولايات المتحدة وكذلك جميع اجهزة الاستخبارات العسكرية تتوصل الى الاستنتاجات ذاتها حول معرفة ما اذا كانت ايران قريبة من امتلاك سلاح نووي، وهي أنهم لا يزالون بعيدين عن ذلك».
وأكد نائب الرئيس الديموقراطي «لن ندع الايرانيين يحصلون على السلاح النووي». وركز على وفاء أوباما بوعده بوضع حد للحرب في العراق، وجهوده لاعادة الجنود الاميركيين من افغانستان بحلول نهاية 2014، وقراره اعطاء الاولوية لتصفية اسامة بن لادن. وقال «الرئيس تولى القيادة بيد قوية ورؤية واضحة. اما الحاكم رومني، فعلى عكس ذلك».
لم تكن السياسة الخارجية وحدها مدار النقاش الساخن، بحيث تناول أيضاً مسائل تتعلق بمستوى الضرائب على الطبقة الوسطى واصلاح الضمان الصحي، الذي اقره اوباما، ووضع الاقتصاد، وصولا الى الديانة والاجهاض.
ودافع بايدن بحماسة عن مواقف أوباما، وعلى خلاف الأخير، لم يغفل مهاجمة المرشح الجمهوري بشأن كلامه عن 47 في المئة من الأميركيين اتهمهم بأنهم يعتقدون أنهم ضحايا ولا يتحملون مسؤولية أنفسهم، قائلاً إنهم لا يهمونه، بحسب تسجيل فيديو جرى تسريبه.
وقال بايدن «هؤلاء الاشخاص هم والدي ووالدتي، اولئك الذين نشأت معهم، جيراني. انهم يدفعون ضرائب فعلية تفوق ما يدفعه الحاكم رومني في ضريبته الفدرالية على الدخل».
وبدا بايدن (69 عاماً)، الذي انتخب 6 مرات في مجلس الشيوخ والمعروف بفصاحته، مرتاحاً خلال المناظرة، غير أنه ضحك عدة مرات عند عرض خصمه حججه، ما قد يُنتقد عليه لاعتباره دليل فوقية. فيما بدا راين (42 عاما)، الذي انتخب 7 مرات في الكونغرس، غير أنه لم يسبق له أن شارك في مثل هذه المواجهة، أكثر تركيزاً.
أوباما، الذي شاهد المناظرة على التلفزيون على متن الطائرة الرئاسية، قال انه «فخور جدا» بنائبه. وأكد «جو بايدن كان ممتازاً هذا المساء». وتجري المناظرتان الرئاسيتان الاخيرتان بين أوباما ورومني في 16 و22 تشرين الاول.
(أ ف ب، أ ب، رويترز، يو بي آي)



يبدو أن المناظرة الأولى بين النائبين كانت لمصلحة الديموقراطي جو بايدن، الذي نجح في تعويض ما خسره رئيسه باراك اوباما أمام ميت رومني. وبعدما كانت الاستطلاعات قد أشارت الى تقدم الأخير على أوباما عقب المناظرة، أعطى متوسط استطلاعات الرأي الذي أجراه موقع «ريل كلير بوليتيكس»، أمس، تقدما طفيفا للجمهوري بنسبة 47,1 في المئة مقابل 46,4 في المئة لأوباما.
وفي تعليق الخبراء، قال تشارلز فرانكلين، استاذ العلوم السياسية في جامعة ويسكونسن، ان «الطعن بنبرة شديدة في تأكيدات راين ورومني سيطمئن الديموقراطيين، وهو امر لم يقم به اوباما الاسبوع الماضي، وقد شكا منه الديموقراطيون»، فيما أشارت دوتي لينش، استاذة الاتصال السياسي الى أن «الديموقراطيين مسرورون جدا بأداء بايدن».