أعلنت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن الرئيس الأميركي باراك أوباما سيوجّه كلمة إلى العالم الإسلامي على خلفية مقتل زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن. وأوضحت أن أوباما يعدّ خطاباً شاملاً يتوقع أن يلقيه الأسبوع المقبل، سيقول فيه إن مقتل بن لادن والثورات الشعبية التي يشهدها العالم العربي يؤكدان الرأي الأميركي في أن «تنظيم القاعدة المتطرف لم يعد له دور في العالم العربي». وقال نائب مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، بين رودس، للصحيفة، إنّ «من المرجح أن يلقي أوباما الخطاب قبل بدئه جولة تستمر خمسة أيام في أوروبا في 23 أيار (الجاري)». وفي السياق، أعلن مسؤولون أميركيون أن أعضاء لجنتي الخدمات المسلحة والاستخبارات في مجلس الشيوخ، ونظيرتيهما في مجلس النواب، سيسمح لهم برؤية صور زعيم «القاعدة» بعد مقتله.
في هذا الوقت، يتوجه السيناتور الأميركي جون كيري إلى باكستان، خلال الأيام القليلة المقبلة، لوضع العلاقات الأميركية ـــــ الباكستانية «على المسار الصحيح». وقال إنه يتوقع أن يرى «جميع اللاعبين الرئيسيين» في باكستان لبحث التوترات في العلاقات الثنائية، في أعقاب عملية يوم الثاني من أيار التي قُتل فيها زعيم «القاعدة» في مخبئه في باكستان. وأضاف «رأى البعض أنه سيكون من الجيد بدء حوار بشأن العواقب وكيفية العودة إلى المسار الصحيح».
وكان لافتاً ما كشفه مسؤولان أميركيان عن أن إدارة أوباما وضعت «خطط طوارئ مفصّلة» لعملية عسكرية ضد القوات الباكستانية، إذا حاولت منع الولايات المتحدة من مهاجمة المجمع السكني الذي كان يختبئ فيه بن لادن.
من جهته، أعلن رئيس الحكومة الباكستانية، يوسف رضا جيلاني، أن بلاده لم تُعزل بعد العملية الأميركية التي قُتل فيها زعيم «القاعدة»، ويواصل المجتمع الدولي دعمه لها.
وفي شأن خليفة بن لادن، أعلنت صحيفة «صن» أن «نائبه أيمن الظواهري سينضم إلى رجل الدين المتشدد أنور العولقي لتأليف قيادة عليا جديدة للتنظيم».
ورداً على رمي بن لادن في البحر، وما قيل إن الولايات المتحدة اتصلت بالسعودية لتسلميها جثته، أكد نائب وزير الداخلية السعودي، الأمير أحمد بن عبد العزيز، عدم علمه الرسمي بعرض واشنطن. وقال «هم (الأميركيون) يعلمون أن بن لادن لم يعد سعودياً منذ زمن طويل، ولسنا معنيين مباشرة بأمره، وأسرته موجودة في المملكة، وهم أول المتألمين، وقد تبرّأوا منه ومن أعماله».
وكان الأبناء البالغون لبن لادن قد نشروا بياناً في صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، أول من أمس، وصفوا فيه مقتل والدهم بأنه عمل «إجرامي»، وقالوا إن دفنه في البحر إهانة للعائلة.
في هذا الوقت، تواصلت تهديدات «القاعدة»، وتعهّد زعيم التنظيم في جزيرة العرب، ناصر الوحيشي، بمواصلة القتال بعد مقتل بن لادن، قائلاً إن «القادم أدهى وأمر وما ينتظركم أشد وأضر»، وذلك في بيان نشر على الإنترنت اليوم الأربعاء.
إلى ذلك، نقلت وكالات أنباء حكومية روسية عن الرئيس ديميتري مدفيديف قوله إن قتل بن لادن مفيد لأمن روسيا. وأضاف «تصفية الإرهابيين، حتى على مستوى بن لادن، لها صلة مباشرة بمستوى الأمن على أراضينا».
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)