نقلت صحيفة «واشنطن بوست»، أمس، عن مصادر في الإدارة الأميركية قولها إنّ واشنطن تسعى إلى تخفيف القيود المفروضة من جانبها على الصومال بهدف مكافحة الإرهاب، وذلك لأنّها تعيق وصول المساعدات إلى المناطق التي تعاني المجاعة. ومن نتائج هذه القيود ما أشارت اليه الصحيفة، وهو أنّ الجماعات الممولة من أميركا ستلاحق قانونياً إذا دفعت الضرائب والرسوم التي تفرضها حركة الشباب الصومالية، القريبة من تنظيم القاعدة على شحنات الغذاء. في هذا الإطار، تقول المجموعات التي تعمل في الصومال في نطاق المساعدات الإنسانية إنّ هذه القيود ليست إلّا صعوبات تضاف الى واقع العمل الصعب أساساً. وتنقل الصحيفة عن مدير السياسات الإنسانية في منظمة «أوكسفام»، شانون سكريبنر، قوله إنّ «المطلوب من كل القوى الفاعلة على الأرض ـــــ المتمردون، الإدارة الأميركية، والجهات المانحة ـــــ هو رفع كل القيود» من أجل تسهيل وصول المساعدات.
من جانبهم، يرى عدد من المتابعين أنّ هذه الوضعية تمثّل معضلة أمام إدارة أوباما لأنه اذا خففت القيود فإنّ بعض المساعدات «ستختلسها» حركة الشباب، لكن في المقابل، مع وجود الآلاف من الذين يموتون من الجوع، أغلبهم من الأطفال ـــــ وتدفق العشرات عبر الحدود الى مخيمات اللاجئين المزدحمة في كينيا وإثيوبيا ـــــ فإنّ الحاجة الى رفع هذه القيود ملحّة. وبحسب الأستاذ الجامعي والخبير في الشؤون الصومالية، كين مينخوس، «يبقى السؤال هو هل يمكننا الاستمرار والتعويل على بعض المساعدات التي تصل لإيقاف المجاعة؟». ويضيف إن «خوف ادارة الرئيس أوباما متأتٍّ من موقف المعارضة، الذي يتهمها بالتسهيل وتوجيه المساعدات الى الإرهابيين». ويعقّب على هذا الكلام بأنّ حركة الشباب تعول على مصادر رئيسية أخرى لتأمين مواردها كتهريب الفحم.
في هذا السياق، نقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي، رفض الكشف عن اسمه، أنّ مخاوف الإدارة الأميركية شرعية، لأنّ وجهة مساعدات العاملين في الإغاثة يجب أن تصل الى المحتاجين لا الى حركة الشباب. وفي هذا الإطار، قال عدد من المسؤولين الأميركيين إنه ليس هناك خلافات كبيرة داخل الإدارة الأميركية من أجل توفير رخص لمجموعات الإغاثة للعمل في المناطق التي تسيطر عليها حركة الشباب، لكنها بحاجة الى مزيد من الوقت لتجاوز التفاصيل. ويقول هؤلاء، وفقاً للصحيفة، إنّ المسؤولين يريدون أن يؤمنّوا الوجهة الصحيحة للمساعدات قدر المستطاع، مشيرين الى أن من بين أولئك الذين يؤيدون التغيير مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الإرهاب، جون برينان. وأشارت الصحيفة كذلك، نقلاً عن أحد المسؤولين، إلى أنّ وزيرة الخارجية، هيلاري كلينتون، تقوم بما في وسعها لتجنب أن يعاقب أي شخص عن وقوع شحنات أغذية في أيدي حركة
الشباب.
(الأخبار)