صعّدت طهران، أمس، لهجتها إزاء قرار تركيا السماح بنشر رادارات الدرع الصاروخية للحلف الأطلسي على أراضيها، في انتقاد جديد من المسؤولين الإيرانيين «لتناقضات» الدبلوماسية التركية بعدما كانوا يشيدون بها.وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، رامين مهمانبرست، «نحن نتوقع أن لا تعتمد الدول الصديقة والمجاورة... سياسات يمكن أن تؤدي الى توتر، وحتماً ستزيد الأوضاع تعقيداً». وفيما كرر مهمانبرست، في مؤتمر صحافي في طهران، موقف بلاده «الثابت بشأن ضرورة نزع الأسلحة الفتاكة من المنطقة»، قال إن «كل الإجراءات العسكرية التي تفضي الى بروز ظاهرة سباق التسلح في المنطقة، تتنافى والتوجهات السياسية لإيران»، مشدداً على أن «استقرار نظام الدرع الصاروخية لا يخدم مصالح شعوب المنطقة، ولا يؤدي الى استتباب الأمن والاستقرار». وأشار الى أن «التجارب الماضية أثبتت أن الدرع الصاروخية مشروع أميركي، كانت الولايات المتحدة تنفّذه سابقاً في دول أوروبا الشرقية، والآن جاء هذا المشروع تحت مسميات أخرى»، معتبراً أن «هذا الأمر يعدّ استمراراً لسياسات أميركا الاستكبارية».
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إن «استمرار الوجود العسكري للأطلسي (في المنطقة) يؤدي الى زعزعة الاستقرار وانعدام الأمن. ومن هذا المنطلق، فإن إيران تدعو دول المنطقة الى اتخاذ الحيطة والحذر من هذه التحركات المشبوهة للحلف الأطلسي، ولا تعرّض المنطقه لأخطار جسيمة ودفع الأمور الى ما لا تحمد عقباه».
من جهته، أعلن العضو في لجنة العلاقات الخارجية التابعة لمجلس الشورى الإسلامي (البرلمان)، النائب اسماعيل كوثري، أنه «بينما أثارت المواقف السابقة (لتركيا) آمال الأمم المسلمة، فإن قرارها (حول الأطلسي) يثير الشكوك والقلق». وحذّر من أن «دول المنطقة لا يمكن أن تسكت عن مثل هذا التناقض»، داعياً أنقرة «إلى إعادة النظر في قرارها» تحت طائلة «المخاطرة بمصالحها». ورأى العضو في رئاسة مجلس الشورى محمد ديغان أن قرار تركيا يكشف «تواطؤاً سرياً» بين أنقرة والغرب.
وأشار الى تصعيد تركيا أخيراً لهجتها إزاء النظام السوري الحليف الرئيسي لإيران في المنطقة، معرباً عن أسفه «لانضمام أنقرة الى جهود الولايات المتحدة والصهاينة لضرب جبهة المقاومة» لإسرائيل التي تعدّ سوريا محورها الأساسي. ويريد الحلف الأطلسي والولايات المتحدة نشر نظام لرصد الصواريخ للتحسب لأي تهديد يرون أنه متعاظم، تشكله الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى، انطلاقاً من الشرق الأوسط وتحديداً من إيران.
من جهة ثانية، أعلن مساعد سفير فرنسا لدى الأمم المتحدة، مارتن برينز، أثناء اجتماع لمجلس الأمن الدولي ناقش العقوبات على إيران، أول من امس، أن ايران تغتنم فرصة الفوضى في ليبيا وسوريا لتعزيز جهودها لصنع سلاح نووي. وقال «انها تسرّع جهودها وتكثف أجهزة الطرد المركزي والإعلانات الاستفزازية. لكننا لسنا مغفلين». وتابع «ان المؤشرات الخطيرة والجدية حول الأعمال المتعلقة بتصميم وصنع أسلحة نووية من قبل إيران تشكل سبباً رئيسياً لقلق المجتمع الدولي».
(يو بي آي، أ ف ب)