لم تمض أيام على تصريحات رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الأميرال مايك مولن عن علاقة الاستخبارات الباكستانية بمتشددين إسلاميين، حتى عاد ليتحدث أمس في نهاية ولايته عن أهمية إسلام آباد في الحرب على الإرهابلم تخفف كلمة رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الأميرال مايك مولن المنتهية ولايته، أمس عن أهمية دور باكستان في مكافحة الإرهاب، من غضب الشارع الباكستاني، حيث اندلعت احتجاجات مناهضة للولايات المتحدة بقيادة أحزاب إسلامية في عدد من المدن الباكستانية.
فالجنرال الذي وصف نفسه بأنه أفضل صديق للشعب الباكستاني، خلف وراءه تصريحات أدلى بها الأسبوع الماضي استفزت الباكستانيين، ودفعتهم للتظاهر في الشوارع في عدة مدن.
لقد قال مولن أمام لجنة في مجلس الشيوخ الأميركي الأسبوع الماضي إن جماعة حقاني المرتبطة بحركة طالبان هي ذراع فعلية للاستخبارات العسكرية الباكستانية، الأمر الذي خلق توترات بين واشنطن واسلام اباد.
وفي السياق، تظاهر في حيدر آباد نحو 900 شخص ينتمون إلى جماعة مناهضة للشيعة، وأحرقوا دمية للرئيس الأميركي باراك أوباما، وهتفوا «أميركا قاتلة».
وفي لاهور تظاهر 800 شخص على الأقل عند المقر الرئيسي للجماعة الإسلامية، أكبر الأحزاب الإسلامية في باكستان.
وتجمع نحو 200 شخص في تظاهرة أخرى تابعة للجماعة الإسلامية في بيشاور شمال غربي إسلام اباد. وجرّ المتظاهرون حماراً ليدوس العلم الأميركي الذي وضعوه على الأرض وهم يهتفون «وزيرستان مقبرة أميركا»، في اشارة إلى المنطقة القبلية على الحدود مع افغانستان، حيث يجد المتشددون ملاذات آمنة.
من جهة ثانية، قال الأميرال مولن بمناسبة نهاية ولايته كرئيس لهيئة الاركان الاميركية المشتركة، إنه أبلغ خلفه الجنرال ديمبسي أن الحرب في افغانستان ستكون التحدي الأصعب الذي يواجهه، غير أنه يتعين عليه ان يتذكر اهمية باكستان، وأن «يسعى إلى عمل أفضل مما قدمته أنا حيال هذه العلاقة المزعجة والحيوية في نفس الوقت».
وأضاف مولن، الذي اشار إلى نفسه في وقت ما بأنه أفضل أصدقاء باكستان في الجيش الأميركي، «ما زلت أعتقد أنه ليس هناك حل في المنطقة من دون باكستان، وأنه لا استقرار في المنطقة في المستقبل من دون شراكة».
كذلك نبه الأميرال مولن خلفه، بحسب نص خطابه الذي نشرته وسائل الإعلام، الى أن «التحدي الاكبر سيكون في افغانستان»، حيث لا يزال للجيش الأميركي في هذا البلد نحو 100 الف جندي، على أن تنتقل المسؤوليات الأمنية في افغانستان الى القوات الأفغانية بحلول نهاية عام 2014.
في غضون ذلك، قال مسؤول أميركي رفيع لوكالة رويترز إن واشنطن لن ترسل قوات برية إلى باكستان لمهاجمة مواقع المتشددين في إقليم وزيرستان الشمالية.
(أ ف ب، رويترز)