في تهديد هو الأول من نوعه بهذا الوضوح وبهذا المعنى المباشر، توعدت طهران أمس، بأنها ستمنع مرور النفط عبر مضيق هرمز في حال فرض عقوبات على صادراتها النفطية. وكأنها تفرض معادلة جديدة تقوم على أن الرد على أي حصار غربي للنفط الإيراني، سيكون لجوء الجمهورية الإسلامية إلى حصار مضاد، عبر حرمان العالم من اكسير حياته الاقتصادية. ونقلت وسائل الإعلام الإيرانية عن نائب الرئيس الإيراني محمد رضا رحيمي أن «إيران ستمنع مرور ولو قطرة واحدة من النفط عبر مضيق هرمز إذا ما فرضت عقوبات على صادراتها النفطية». وأكد رحيمي، خلال مؤتمر «تطوير القدرات الوطنية» الدولي في طهران، أن إيران «لا ترغب في استعداء أي طرف، وتمد يد الصداقة والأخوة الى الجميع، إلّا أن الغرب لا يكفّ عن مؤامراته التي تستهدفها». وأوضح أن «الأعداء سیتخلون عن مؤامراتهم عندما یرون أن الشعب الإیراني سیواجههم بكل ما أوتي من قوة».
ولم يوضح رحيمي أي وسيلة ستعتمدها إيران لقطع الإمدادات النفطية عبر مضيق هرمز حيث يمر تحو ٤٠ في المئة من النفط العالمي. لكن تسريبات خرجت من طهران في فترات ماضية أفادت بأن إيران تمتلك القدرة على ردم المضيق في لحظات إذا تعرضت لأي عدوان، وهذا في حال عجزت البوارج الإيرانية عن القيام بهذه المهمة.
وتنفذ القوات البحرية التابعة للجيش الإيراني مناورات حملت اسم «الولاية 90» منذ السبت الماضي في منطقة هرمز. وقالت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية «تجري هذه المناورات التي أعلن عنها قائد القوات البحرية التابعة للجيش الإيراني الأميرال حبيب الله سياري من على متن مدمرة جماران، في منطقة واسعة في بحر عمان والمحيط الهندي وعلى مساحة مليوني كيلومتر مربع». وأفاد برلماني إيران بأن المناورات تحذير للدول الغربية: «أي تهديد ضد إيران، فالجمهورية الإسلامية قادرة على إغلاق مضيق هرمز».
في هذه الأثناء، قال رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية، اللواء حسن فيروزآبادي، إن بلاده على استعداد لتوسيع وتعزيز جميع أنواع الدفاع والتعاون العسكري والأمني مع الدولة الصديقة والشقيقة العراق».
في المقابل، قال الرئيس الاسرائيلي في المؤتمر السنوي لسفراء اسرائيل في القدس المحتلة إن «لدى اسرائيل ردوداً على المشكلة الايرانية. لكن مسؤولية حلها هي مسؤولية العالم أجمع. ولن تكون حكراً على اسرائيل».
وأشار الرئيس الاسرائيلي الى أن العقيدة التي يطلق عليها «الغموض المقصود» لاسرائيل في المجال النووي (اي عدم تأكيد او نفي) تشكّل وسيلة ردع «فاعلة» ضد طهران، معتبراً أن اسرائيل كانت ذكية في اتباع هذه العقيدة. واضاف بيريز، أبو العقيدة النووية الإسرائيلية، «لدى اسرائيل قدرات ردع، حقيقية او غير حقيقية.. لا احد يعلم تحديداً ماذا يوجد في ديمونا، لكن يجب ان اقول ان تخيلات وشكوك دول الشرق الاوسط في هذا الشأن تكسب قوة الردع الاسرائيلية فاعلية كبرى».
في هذا الوقت، أفادت وكالة أنباء «فارس» أمس بأن النيابة العامة الايرانية طلبت العقوبة القصوى، الإعدام على الأرجح، للأميركي الإيراني المتهم بـ«التجسس للسي آي إيه»، الذي اعتقل في طهران في منتصف كانون الأول، وذلك في الجلسة الأولى لمحاكمته أمس في طهران.
وقال المدعي إن اعتراف أمير ميرزاي حكمتي «يظهر بوضوح أن المتهم تعاون مع السي آي إيه وتحرك ضد الأمن القومي (الإيراني). لهذا السبب أطلب العقوبة القصوى». ودعت واشنطن إلى اطلاق حكمتي، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر «طلبنا الاجتماع به من طريق السفارة السويسرية. ونحن ندعو الحكومة الايرانية الى السماح للدبلوماسيين السويسريين برؤيته واطلاق سراحه بدون تأخير».
الى ذلك، وقعت ايران وافغانستان اتفاقاً نفطياً جديداً يصدّر بموجبه مليون طن من مختلف المشتقات النفطية الإيرانية سنوياً الى افغانستان.
وقالت وكالة «مهر» الإيرانية للأنباء امس، انه بناءً على هذا الاتفاق، فإن الشركة الوطنية لتكرير وتوزيع المشتقات النفطية في ايران، ستقوم ببيع نحو مليون طن من مختلف انواع المشتقات النفطية الى شركات القطاع الخاص التي تحددها وزارة التجارة والصناعة الأفغانية.
(فارس، أ ف ب، يو بي آي)