أحببت القدم حينما لم أكن أعرف أنّها
قدم
وبشرة اليدين أحببتها
حينما لم أكن أعرف أنّها تشبه ورقة صبّار رماديّة
أحببت القلب، يا إلهي! كان يقفز بين
أضلعي مثل مصاب بالصّرع،
مثل ضفدع مصعوق على مهل مع جذور
النّعناع،
مع خيطين من موسيقى،
عضضت لساني وألفيت مذاقه لذيذاً
ابتلعت دموعي
وبدت لي كأنّها حبّات عيون
كأنّها أهداب عيون ثقيلة للغاية
عبرها، ليل نهار، تغادر الأوهام العالم
وفي هذه اللّحظة صادفت أوّل إنسان.
مخلوق
يشبه الشّمس التي تخرج صباحاً من الرّمل عن طريق هزّ
الشّرائط التي تحملها في خصلات شعرها
وبعدها تزاوج
مع كلّ الحيوانات.
مخادع مثل الأهرامات التي
تلهي الموت بأسرارها،
ولقد وبّخته:
المجد للشّفقة!
وبّخته: كيف أمكنك ربط كوكبتين من نجوم الدّم
بهذه العروق الشّبيهة بأسلاك الحديد؟
كيف تسمّي المطر
إذا لم تكن تعرف إلّا اسم
ماء ديدان الأرض في دلو القمر؟
ماذا نسمّي الشّجرة؟
شجرة.
ماذا نسمّي العشب؟
عشباً.
ماذا نسمّي الماء؟
ماء.
ماذا نسمّي الخمر؟
خمراً.
ماذا نسمّي اليد؟
يداً.
ماذا نسمّي الفم؟
فماً.
(وفي وقت لاحق، جالساً كوحوش
متخمة شبعاً بقطعة لحم ممزّقة أشلاء
يمكنه أن يفسّر لماذا يكون الشّعور باليأس المستجدّ تخريبياً:)
ماذا نسمّي الحياة؟
ترامواي.
ماذا نسمّي الموت؟
ترامواي.
ماذا نسمّي الحبّ؟
ترامواي.
ماذا نسمّي الزّمن؟
ترامواي.
ماذا نسمّي النّسيان؟
ترامواي.
ماذا نسمّي الضّحك؟
ترامواي.
حسناً! لنوجز.
ماذا نسمّي السّنّ؟
خبزاً.
ماذا نسمّي الحزن؟
قرطاً.
ماذا نسمّي القدر؟
سجيناً.
ماذا نسمّي الرّجل الّذي يرفل في أردافه؟
قمراً.
وماذا عن البشرة التي لا تخدشها بثرة؟
راية.
وماذا عن ذلك الذي يغادر؟
صيّاد سمك!
مجد الشّفقة مجد الشّفقة مجد الشّفقة
كذا عبور كريه الرّائحة مثل الكلمة الفاسدة
مثل العجينة المائلة إلى الصّفرة
الّتي تسبح فيها الجوهرة
الّتي لم تلمع أبداً لأجل الحقيقة
منذ أن استعمل الإنسان الكلمات
مكان الخبز لم يعانق بعد ذراعا الصّليب
نفسهما أحداً.
أخذت صلاة
شكل جسد
في طرفه أعرف:
لقد وهبت لك الحياة بطولها كي تقطع عنق بجعة.
مجد الشّفقة مجد الشّفقة مجد الشّفقة
إذا لم تركب أيّ مجازفة، في المعرض الشّعبيّ
تستطيع أن تربح، عن طريق تدوير عجلة الحظّ،
هذا المصباح المصاب بتشنّجات
عصر هذا اليوم في القبو الغارق بالماء
هذا الشّيطان الذي تمتطيه منفرج السّاقين
كي تذهب إلى السّوق.
من المهمّ حقّاً ألّا تسأل لماذا
تملك العناية ذراعين قصيرتين
شبيهتين بذراعي طفل.
أسمعه يصفق باليدين، غامراً بالإثارة،
إزاء أغنية يسلخها جناح فراشة بصورة منهجيّة
ويقطّع الكون بأسره إرباً إرباً
القطعة الأولى هي الأصعب
الجناح يزداد حدّة مع كلّ جرح
يصبح نحيلاً للغاية بحيث يختفي في الفجوة
التي تعاد إلى ما لانهاية.
المجد للشّفقة المجد للشّفقة المجد للشّفقة
لثوان مع غضاريف أرمي إلى الجمال
كي يتركني أمرّ
عيناً بسنّ
موتاً بليال، نجومها منتفخة بكثير من الأبديّة
سنّا
بدموع تتزحلق عليها روح
ولحمي سأرميه للجمال
وسأمزّقه قطعة بعد قطعة على عظامي
حتّى أنّي سأسحق العظام في النّهاية
وإذا وضعتها في الصّباح
على طريقه كطعم كي يقول لي
فقط كي يقول لي
إن كنت أستحقّ كلّ ما أبدّده
إن كانت غضاريف الأحلام
لا تصبح صلبة في لحظة معيّنة حدّ
أن أبقى متجمّداً بين عالمين
كالله
مشبّكاً وسط خيوط الأمواج
بين النّوافذ التي يبصق بعضها على بعض
بكلّ الألوان البرّاقة
بكلّ الكلمات الميّتة.
* النص مأخوذ من أنطولوجيا «الأدب والمنفى» لـ «المهرجان الدولي: نهارات وليالي الأدب»، اتحاد الكتاب الرومانيين