النظم يُعدّل اتّجاه الحذاء بقدميه قبل أن يلبسه، أما النثر فمثل طفل يُديرُ جسدَه كلّه.
■ ■ ■
الشعر طائر عائم،
وهو على البرّ يهرب من الموجة.
■ ■ ■
أكتب الشعر لنوعين من القرّاء:
للشعراء، وللذين تمنّوا لو كانوا شعراء.
■ ■ ■
أبحث عن كلمات غير ملفتة وضعيفة الإيقاع؛
تليقُ بالمعنى الجميل الذي تُغمغمُ به دُكْنةُ أعمدة الجسور.
■ ■ ■
ليتنا بقينا صغاراً لا يعرفون الصقر من النسر.
المعرفة لا تطيل العمر كالعيش على الجبال.
■ ■ ■
أكوّن نفسي، ومَن حولي يُكوّنون صداقات.
■ ■ ■
الشِّعرُ ليس تعليقاً على غرق مركب في البحر.
■ ■ ■
تعجبني تلويحة المسافر، ولا تعجبني تلويحة الغريق.
■ ■ ■
لا تخسرِ النظرَ إلى كلّ شيءٍ على حِدة.
الرحلةُ أنسبُ اسمٍ لمن يمشي على مهلٍ إلى نفسه.
■ ■ ■



من يمشي واضعاً يديه خلف ظهره ليس، بالضرورة، وحيداً. التشبّه بحنظلة، هنا، ينفي الوحدة. فحنظلة، كما تعرفون، أُمّة.
■ ■ ■
القشُّ شمسٌ جَفّفَتْ كثيراً من شعاعاتها
■ ■ ■
لا أكتب لأكتشفَ شيئاً داخل وجودي، بل لأتسلّى بما هو موجودٌ فيه. ذاكرتي امتلأت بالغرباء. سأصعدُ عند الزَّوال جبلًا وأُفرغُها في مغارةٍ، لتأنسَ بعد نزوليَ الوحوش.
■ ■ ■
آكلُ في العتمة
وحدي وأشبع.
وأمام المرآة لا؛
رغم أننا اثنان.
■ ■ ■
ليس بي حاجة لأكل،
ولكنني آكل
لأغسل الإناء.
■ ■ ■
نخرج من المرآة
بسرعة،
إلا من يُصرّ
على رؤية ظهره.
■ ■ ■
المرآة على جسد الباب.
ما معنى أن ترى نفسك،
والباب مغلق؟
■ ■ ■
مثلما يرى الماء نفسه في المرآة،
يرى الهواء نفسه
في النافذة المفتوحة.
■ ■ ■
وأُغلِقُ البابَ والشبّاكَ
كي لا يخرجَ البخارُ،
كي لا أراني في المرآة،
وكي تصبحَ الغرفة سحابةً بيضاءَ
وأنا غير موجود فيها.
■ ■ ■
الشبّاكُ لا أستطيع فتحَه،
زجاجُه صارَ مِرآةً
يرى فيها الثلجُ نفسَه،
وأنا الشاهدُ
على هذا الكمال
لا أراني.
■ ■ ■
هذا الليلُ صافٍ
كمرآةٍ أكملتْ حلمَها بغياب الأجساد والأشياء
وظهرِها الداكن عنها.

* خان يونس/النرويج