سالي روني

تحكي الروائية الإيرلندية سالي روني في «أيها العالم الجميل أين أنت؟» (2021) التي انتقلت أخيراً إلى لغة الضاد (دار الآداب ــ ترجمة أحمد سعد جمال الدين) قصة كاتبة تدعى أليس كيليهر وصديقتها المفضلة إيلين ليدون، التي تعمل كمُحرّرة في مجلة أدبية في دبلن. تنتمي الرواية إلى أدب المراسلات. نجد في الفصول المتلاحقة سرداً لحياة أليس وإيلين ورسائل البريد الإلكتروني التي تتبادلانها من وقت إلى آخر. تتعرف بطلة الرواية أليس إلى فيليكس برادي، الذي يعمل في أحد المستودعات وتقع في حبّه وتطلب منه أن يسافر برفقتها إلى روما. أما ألين فتُغرم بشاب كانت تعرفه منذ الطفولة يعمل في وكالة لإغاثة اللاجئين. نتعرف من خلال هذه الرواية إلى شباب في مقتبل العمر تُربكهم الحياة بكلِّ الطرق الممكنة، يرغبون في بعضهم، ويخادعون بعضهم بعضاً، ويدخلون في علاقاتٍ عاطفية ويتخلون عنها، ثم يقلقون بشأن ما فعلوه ويشعرون بالخوف على صداقاتهم ومن العالم الذي يعيشون فيه. يمكن وصف بُنية الرواية بأنّها قائمة على فكرة «رباعية الحب»، حيث تعالج الكاتبة بإحساس مرهف موضوعات الرومانسية، الصداقة، الهشاشة، والتفاوت الطبقي الاجتماعي.

نادر كاظم


يحاول الكاتب والناقد البحريني نادر كاظم في «ما الأمّة؟ــ مختارات مرجعيّة عن الأمّة والقوميّة» (منشورات تكوين) الإجابة على سؤال يؤرّق كثيرين: ما الأمة؟ هذا الكتاب المرجعي يدعو القارئ إلى رحلة فكرية ستُغيّر آراءه في العديد من القضايا، وستُقدّم له رؤية جديدة عن مفهوم الأمّة. في النهاية، سيكتشف القارئ أنّ هذا الموضوع أكثر تعقيداً بكثير مما كان يعتقد في البداية. باستثناء المقالة الأولى، التي كتبها يوهان فيخته وتعتبر نصاً مرجعيّاً لكل الكتابات القومية اللاحقة، حيث تُقدّم وجهة نظر تؤكد أن الأمّة ظاهرة طبيعية قائمة بذاتها، توجد بمعزل عن أي تدخل بشري أو ظروف تاريخية، فإن جميع المقالات الأخرى المختارة في هذا الكتاب تُدافع عن منظور مضاد، وتقول إن الأمّة هي منتج بشري، ونتيجة لعمليات الإنشاء والتشكيل وحتى الاختراع والتلفيق التي قام بها البشر في سياقات تاريخية محدّدة. يُظهر هذا الكتاب أطروحات متنوعة لمفكرين ذوي توجهات ومشارب مختلفة، انطلاقاً من محاضرة «ما الأمّة؟» الشهيرة لإرنست رينان وصولاً إلى كتاب «جماعات متخيّلة» لبندكت أندرسون، بالإضافة إلى آراء مفكرين وزعماء ومنظّرين مشهورين مثل ستالين، وطاغور، وهنتنغتون وغيرهم.

لوران بيني


تندرج رواية الكاتب الفرنسي لوران بيني «حضارات» (2019) الصادرة عن «دار كلمات» بترجمة إكرام الصغيري ضمن أدب «اليوكرونيا» أو التاريخ البديل، وهي محاولة لإعادة صياغة أحداث التاريخ، انطلاقاً من سؤال «ماذا لو؟». اليوكرونيا (Uchronia) مصطلح جديد، يعود إلى القرن التاسع عشر، على وزن «يوتوبيا». تعني الكلمة اصطلاحاً وقتاً غير محدد، أو زمناً غير موجود. أمّا في الأدب، فتشير إلى نوع أدبي يعتمد مبدأ إعادة كتابة التاريخ انطلاقاً من تعديل حدث ما في الماضي. الرواية أقرب إلى الخيال العلمي، إذ يحاول الكاتب، انطلاقاً من تغيير وضع تاريخي ما، تخيّل العواقب المحتملة المترتبة عن ذلك. من خلال هذا الحدث المُعدّل، يخلق المؤلف ما يشبه تأثير الدومينو، الذي يؤثر في مسار التاريخ. يؤثث لوران هنا عالماً يفشل فيه كريستوف كولومبوس في اكتشاف أميركا، بينما ينجح هنود «الإنكا» في احتلال أوروبا والسيطرة على بلدانها، وينتصر قائدهم أتاوالبا على شارلكان ملك إسبانيا وأعظم شخصية في التاريخ الأوروبي، ما يؤدي إلى تغيير وجه العالم الذي نعرفه. الرواية غنيّة بالأحداث والشخصيّات التاريخية، وقد حازت «جائزة الأكاديمية الفرنسية» المرموقة.

شهاب عبد الله


تتميّز رواية الكاتب التونسي شهاب عبد الله «مشروع النوم» (هاشيت/نوفل) بالكثير من العمق والجودة سواء على مستوى بنيتها السرديّة، أو على مستوى لغتها المتوافقة مع إيقاع الأحداث ونمط الشخصيّات. تحكي الرواية قصة مروان العابد الذي يكتشف، أثناء مأدبة عشاء، سراً خطيراً كانت تخفيه زوجته، فيخرج من منزله ويهيم على وجهه بلا هدف في شوارع برلين الباردة المكسوة بالثلوج. هناك، يعثر على قطّ رماديّ غريب، فتنشأ بينهما علاقة مميّزة لا تشبه علاقات الحيوانات الأليفة بأسيادها. يترك مروان زوجته وعائلته ويعود إلى تونس مصطحباً معه فقط القط الرماديّ. في بلده، يقرر أن يستكمل مشروع عائلة والدته العجائبي، فيفتح شقته المُطلة على شارع الحبيب بو رقيبة لسكان مدينته الذين يشعرون بالأرق ولا يستطيعون النوم، فمروان قد ورث عينين موشومتين على صدره تحدّقان بوجه الأرق بثبات وتهزمانه، فتغفو أمامه الأجساد وتنعم بنوم عميق. لكن أثناء النوم، تطفو مخاوف الناس وأسرارهم القاتمة على السطح. من حين إلى آخر، تظهر كائنات غرائبيّة لتخفّف من وحدة أبطال الرواية، أو ربّما لتنطق بلسان جنونهم مثل السيّد رمادي، وبورا، وريفن… اللافت أنّ جميع أبطال الرواية يتشابهون رغم كلّ اختلافاتهم، فهم صناعة ماضيهم، والحيرة هي الثابت الوحيد لديهم بينما يحاولون شقّ طريق خلاصهم.

رشا عدلي


تتناول الروائية والباحثة المصرية في تاريخ الفن رشا عدلي في «مِلْءُ العَيْنِ.. المرأة في الفن التشكيلي عبر العصور» (الدار العربية للعلوم ناشرون) نشأة الفن التشكيلي وتطوره على مرّ العصور وفي مختلف الحضارات. تسعى الكاتبة لتسليط الضوء على تاريخ المرأة من خلال الفن التشكيلي العربي والعالمي. لذلك تستعرض اللوحات التشكيلية التي توضِّح تاريخ المرأة عبر حقبات زمنية مختلفة. ترى المؤلفة أن دراسة تاريخ الفن تتطلب البحث عن كل ما يخصُّ العمل الفني في فترة زمنية معيّنة من أحداث اجتماعية وسياسية وثقافية. لذلك يتفرّع الكتاب ويتشعّب إلى نواح مختلفة من أوجه الحياة، ليصبح بمثابة سجلّ توثيقي مهمّ يمتد من العام الأول الميلادي حتى عصر ما بعد الحداثة. تؤكد الباحثة أنّ مسيرة الفن تسير جنباً إلى جنب مع تطوّر دور المرأة عبر العصور. على مدى قرون طويلة يمكن أن نكتشف، ما بين لوحة وأخرى وزمن وآخر، مدى التقدّم الذي أحرزته المرأة في المجتمع من خلال أعمال فنية يمكن اعتبارها سجلاً وثائقياً دُوِّنَت فيه أحداث هامة، فهذه اللوحات لا يتوقف دورها على كونها أعمالاً إبداعية فقط، بل لقد كشفت للمؤرخين والكتّاب والنُقَّاد الكثير من الأسرار التاريخية والاجتماعية التي قد لا ينتبه إليها المُشاهد من النظرة الأولى.

حسن المودن


يُعالج كتاب الباحث المغربي حسن المودن «الإخوة الأعداء في السَّرد العربيِّ والغربيِّ: مقاربةٌ نفسيَّةٌ جديدة» (كنوز المعرفة ــ الأردن) موضوع علاقة الإخوة الأعداء في الأدب العربي والأدب الغربي من منظور نفسي. يقترح الكتاب استخدام النصوص الأدبية والدينية والأساطير لاستخلاص مفاهيم نفسية جديدة تتناول علاقة الإنسان بأخيه وتفسير الصراعات بينهما. يتألف الكتاب من ثلاثة فصول. يتناول الأول الإخوة الأعداء في الأدب الديني، ويستعرض قصصاً شهيرة مثل قصة النبي يوسف وإخوته، وقصة قابيل وهابيل والصراع بين إسماعيل وإسحاق حول من يرث النبي إبراهيم، وكيف يمكن تفسير هذه القصص من منظور نفسي ويطرح أيضاً أسئلة حول العقدة النفسية الجذرية في هذه القصص. يستكشف الفصل الثاني قصص الإخوة الأعداء في الأدب الغربي الحديث، بدءاً من تحليل كتاب رولان بارت عن «راسين» ومسرحية «هاملت» لشكسبير وصولاً إلى الأدب البوليسي كروايات أغاتا كريستي. يُركِّز الفصل الثالث على الإخوة الأعداء في الأدب العربي، فيحلّل رواية «أولاد حارتنا» لنجيب محفوظ بالإضافة إلى روايات معاصرة أخرى، كما يُناقش مسألة الأخ المنبوذ في الرواية العربية، من خلال رواية الروائيّ السعوديّ عبد الله زايد «المنبوذ»، ويتناول سؤال الأخوّة في الرواية النسائية العربية، من خلال رواية «غرف متهاوية» للكويتية فاطمة يوسف العلي.