حسين بن حمزة

«كتبتُ قصيدةً منذ قليل/ ولأنني مقلٌّ وقصيرُ النَّفَس كما تعرفون/ فقد كانت قصيدةً قصيرة/ ولكني مع ذلك وجدتُ أنها طويلةٌ بعض الشيء/ ولذلك محوتُ بعض الأسطر/ وأزلْتُ بعض الشُّحوم هنا وهناك». تتميز قصائد ديوان الشاعر السوري حسين بن حمزة «كمن يريد أن يمحو» (دار راية للنشر) بأسلوب يميل إلى الاختزال والجمل القصيرة والبساطة المعجمية. يميل بن حمزة إلى الاقتصاد في الكتابة، والتكثيف، والابتعاد عن الثرثرة الزائدة والكتابة الفضفاضة في الشعر في محاولة الوصول إلى المعنى أو الاستعارة الشعرية بأقل ما يمكن من الكلمات. تتنوع موضوعات الشاعر فنقرأ عن الشعر والكتابة وتجلياتها المختلفة، وعن الآخر المختلف، وعن الحب والاغتراب والمرأة. تحضر في الديوان مفردات اللجوء، والسوريين، و«الجار الألماني» التي استلهمها الشاعر من حياة الاغتراب التي يعيشها في ألمانيا منذ بضع سنين.

حسين السكاف


«الحرب قتلت حلم العشاق إلى الأبد.. وهذه البلاد ليست لأصحاب الرايات فقط». يروي الكاتب والناقد العراقي حسين السكاف في روايته الرابعة «فيروزة لجديلة النجلاء» (دار التكوين) قصة حبٍ كبير ابتلعته الحرب الشعواء التي مزّقت العراق. يحكي لنا الراوي قصة «موسى» الذي وُلد في ظروف صعبة. ينشأ موسى في ظل الحروب والتغييرات السياسية الكبرى التي عصفت بالساحة العراقية وأجبرت العائلات على تغيير معتقداتها خوفاً من التهجير والاضطهاد الديني. تتناول الرواية أيضاً دور الموسيقى في الحياة، عبر شخصية «خضور» الموسيقي الذي يسعى إلى إيصال رسالة الحب الضائع و شخصية «سمّور» الشاب الذي يمتلك إنسانية وولعاً بالموسيقى. هكذا تُشكِّل ثيمة الحب اللبنة الأساسية للرواية ولبّ فكرتها، وتدفعنا إلى التساؤل عن كيفية استمرار الشغف بكل جماليّاته وأحلامه وأمنياته في بلد تنخر ثناياه الصراعات المذهبية.

إيمان حميدان


تتناول رواية «أغنيات للعتمة» للكاتبة اللبنانية إيمان حميدان (دار الساقي) قصة أربعة أجيال من نساء عائلة واحدة يعكسن صُورَ بلدٍ مُعذَّب. تركز حميدان على قضايا النساء ومواجهتهن لنظام ذكوري عنيف ومُدمّر. تبدو معاناة هؤلاء النساء اختصاراً لمعاناة بلدهنّ لبنان، منذ نهايات الحقبة العثمانيّة وصولاً إلى الحرب الأهليّة اللبنانيّة وتبعاتها (1908-1982). تُقدّم رواية «أغنيات للعتمة» موقفاً نقدياً للظواهر الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في لبنان، وتُمثل الشخصيات في الرواية شرائح مختلفة من المجتمع اللبناني الطبقي. كما تتناول الرواية قضايا النفاق السياسي والنفاق الحداثي العلماني عبر شخصيّتَي يوسف ومازن. يبدو أن موضوع «الحب المفقود» هو القاسم المشترك بين الشخصيات الرئيسية التي تتورّط رغماً عنها في علاقات زوجية مؤلمة ومخيّبة للآمال.

عمار نذير سنان


يحكي الكاتب السّوري عمّار نذير سنان في كتابه «من إسطنبول إلى حيفا» (دار النهضة العربية) قصّة خمسة إخوة من آل التميمي أسهموا في أهمّ الأحداث السياسيّة التي شهدتها المنطقة العربيّة بين عامَي 1890 و1948. يدمج الكاتب سرديات تاريخية مع قصص شخصيات عاشت التحوّلات السياسية والجغرافية في سوريا، فلسطين، لبنان، وغيرها، ويعيد نسج الأحداث التي شهدها المشرق، ولا سيما محاربة العثمانيين والانتداب البريطاني. يوثّق سنان المعلومات التي يعرضها باستخدام الوثائق والمراجع التاريخية، ما يمنح العمل توازناً بين الموضوعية والعاطفة. يمتزج الأسلوب المرن والإيقاعي السريع مع البحث المعرفي في الكتاب، ويخلق مساحة لتداخل القصص الشخصية لآل التميمي مع الأحداث التاريخية، ما يضفي المزيد من التشويق على عملية السرد.

أحمد فضل شبلول


يستكشف الكاتب المصري أحمد فضل شبلول أثر الروائح وأسرارها في حياتنا اليومية عبر «كتاب الروائح» (الآن ناشرون وموزعون). يشير الكتاب إلى أنّ العلماء يعتقدون أن هناك سبع روائح أساسية فقط تتركّب منها كل الروائح الأخرى، لكنهم لم ينجحوا بعد في تحديد تلك الروائح الأساسية، والتجارب العلمية مستمرة في محاولة الوصول إلى ما يعرف بـ«الشم المرئي». يجيب الكتاب عن أسئلة عديدة منها: ماذا يحدث للإنسان أو الحيوان عندما يشم رائحة معينة؟ وماذا يحدث في المخ عندما تصل إلى أحد مراكزه أو خلاياه العصبية هذه الرائحة أو تلك؟ وكيف يستطيع المخ تمييز الروائح بين الزكية والخبيثة، أو بين الطيّبة والكريهة؟ ثم يستعرض الكتاب استخدامات الروائح ويطرح أسئلة مثيرة، مثل تفاوت رائحة نفس الشيء من شخص إلى آخر بسب الاختلاف في الخلايا العصبية المسؤولة عن «عملية تفسير الرائحة».

سلمان زين الدين


يُقدّم الكاتب والشاعر اللبناني سلمان زين الدين في «على ذمة الراوي العربي» (المؤسّسة العربية للدراسات والنشر) قراءة نقدية لخمسين رواية عربية من مختلف أقطار العالم العربي ويخرج بنتائج معيّنة. لا يُسقط على النص الروائي مناهج النقد الغربية، أو يحمّله أكثر ممّا يحتمل. وبذلك، يتجنّب السقوط في التقعّر النقدي والصرامة الأكاديمية، من جهة، ولا يقع في فخّ الانطباعات العابرة، من جهة ثانية، ويبقى في منزلة بين المنزلتين، تقرّب النص من المتلقّي ولا تبعده عنه، وتصالح هذا الأخير مع النقد الروائي ما استطاعت إلى ذلك سبيلاً. يؤكد زين الدين أنّ الرواية العربية لا تقلّ روائيةً عن تلك العالمية، وهي تطرح أسئلة من واقعنا العربي منها: الزلزلة السورية، الحرب اللبنانية، التحوّلات الجزائرية، المقاومة الفلسطينية، الانتداب الفرنسي، الربيع العربي، الصراع السوداني، الحلم الأفريقي، الهجرة غير الشرعية، الأقليّات الدينية، والاستبداد السياسي.