من قال لكم إن الفلسطينيين يبحثون عن وطن؟ إنّهم باتوا يكتفون بقبور! شعب كامل في الشتات، محروم حتى الموتَ بكرامة. تلك الرحلة الشاقة والمضنية التي قام بها نصري حجّاج، بين مدافن الفلسطينيين في الشتات، بحثاً عن الوطن الصعب، تمخّضت عن فيلم قويّ وآسر، يعرض مساء الغد في بيروت (قاعة متروبوليس، الحمرا)، بعدما استقبل بحفاوة في رام الله، وفاز بـ «المهر البرونزي» في دبي. يبدأ «ظلّ الغياب» («فاميليا للإنتاج»، تونس) من قبر ناجي العلي في لندن. إنّه شريط تسجيلي مسكون بهاجس مكان الموت المرتبط بحلم العودة. ينطلق الفيلم، كما يوضح الكاتب والمخرج الفلسطيني نصري حجّاج، من «القوانين الإسرائيلية التي تمنع دفن غير اليهودي في «أرض إسرائيل»، بما في ذلك القدس، إذا مات خارجها». تجول الكاميرا بين تونس والأردن وسوريا ولبنان ومصر وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة... مقتفيةً أثر فلسطينيّي الشتات، ومعاناتهم في البحث عن مكان لدفن موتاهم. ويأخذنا ــــ على وقع شعر محمود درويش ــــ إلى قبور مثقفين ومناضلين فلسطينيين دُفنوا خارج وطنهم، بينهم الشاعر معين بسيسو والمفكّر إدوارد سعيد...
■ غداً الخميس، عند السابعة مساءً، سينما «متروبوليس»، بيروت ــــ الحمراء = 03،793065