strong>ليال حداد
منذ خمسين عاماً بالتمام والكمال استطاع البشر أن يخترقوا الفضاء الخارجي للمرة الأولى. «الشيوعيون سيحكمون العالم» عبارة ترددت على ألسن سكان العالم ولا سيما الأميركيين منهم عندما أطلق الاتحاد السوفياتي «سبوتنيك 1» 1 Sputnik أول قمر صناعي في العالم في الرابع من تشرين الأول عام 1957. ومع إطلاق القمر الصناعي السوفياتي اشتعل ما يعرف بالسباق الفضائي بين القطبين العالميين آنذاك، فردت الولايات المتحدة بعد أقل من أسبوع واحد وأطلقت هي أيضاً مسبارها الفضائي «بايونير»، كما حفّز إطلاق سبوتنيك الأميركيين على إنشاء ما بات يعرف بـ: «وكالة أبحاث المشاريع الدفاعية المتقدمة».
وما كانت كل هذه الخطوات إلا مرحلة من مراحل الحرب الباردة التي لم تنطفئ إلا مع انهيار الاتحاد السوفياتي.
إلا أن التفكير السوفياتي الفضائي والمحاولات لإرسال قمر صناعي الى الخارج بدأت منذ عام 1954 حين انطلق العمل على تصميم قمر صناعي يدعى «اوبجكت د»، لكن مشاكل تقنية عديدة واجهت تصميم القمر وإطلاقه، فقرر السوفيات إرسال قمر بسيط وأقلّ تطوراً خوفاً من معلومات تناقلتها وسائل الإعلام عن أن الولايات المتحدة تقوم بالتحضيرات لإطلاق قمرها الصناعي في الثالث من تشرين الأول. فكان سبوتنيك 1، الذي عُدّ أول خرق للفضاء الخارجي، الأمر الذي مثّل مفاجاة للأميركيين «الذين كانوا مشغولين ببدء بث مسلسل تلفزيوني جديد»، كما ذكرت كل الصحف الأميركية غداة ذلك اليوم. عاد القمر السوفياتي الى الأرض في الرابع من حزيران عام 1958. وبعد سبوتنيك 1 كان سبوتنيك 2 الذي أُطلق بعد شهر، وحمل أول كائن حي الى الفضاء وهو الكلبة لايكا. ومع اشتداد التنافس بين السوفيات والأميركيين، أطلقت الولايات المتحدة قمر اكسبلورير1 وهو أول قمر صناعي أميركي، وأنشئت في الفترة نفسها وكالة الفضاء الأميركية «نازا» التي اعتُبرت ثورة بحد ذاتها في عالم الفضاء. غير أن هذه الخطوة الأميركية لم تمنع الاتحاد السوفياتي من الاستمرار في إنجازاته في الفضاء، فتمكن المسبار السوفياتي لونا-3 في السابع من تشرين الأول عام 1959 من بث الصور الأولى لسطح القمر المخفيّ.
وبلغت المعركة أوجها بين القطبين في الستينات مع أولى الرحلات الفضائية المأهولة وغزو القمر. في هذا المجال أيضاً استطاع السوفيات أن يكونوا أول سكان الأرض الذين وصلوا الى الفضاء بواسطة يوري غاغارين الذي دار حول الأرض على متن فوستوك 1 لمدة ثماني وأربعين دقيقة، وأصبح بعدها غاغارين بطلاً قومياً في الاتحاد السوفياتي، واستطاع التأثير على الرئيس السوفياتي آنذاك نيكيتا خروتشوف، في زيادة الإنفاق على الصواريخ السوفياتية على حساب الأسلحة التقليدية ممّا أودى لاحقاً بحياة خروتشوف سياسياً.
وفي العشرين من تموز عام 1969 حطّ الإنسان للمرة الأولى على سطح القمر بواسطة نيل أرمسترونغ واودين الدرين على متن أبولو 11.
ومع انهيار الاتحاد السوفياتي بدأ التعاون الأميركي الأوروبي في المجال الفضائي، كما دخلت الصين على خط المنافسة عام 2003، إضافة الى بدء اليابان إرسال صواريخ لمراقبة القمر.