بول أشقر
يثير مشروع قانون تقدم به عضو في مجلس الشيوخ الكولومبي ينوي المقاضاة على الخيانة الزوجية، جدلاً كبيراً يلقي الأضواء على نفوذ الكنيسة الإنجيلية المتزايد في أميركا اللاتينية وميولها الأصولية.
يقترح السيناتور الإنجيلي إدغار إسبيندولا مقاضاة «من يرتكب الخيانة الزوجية وتغريمه بما يوازي أربعة آلاف دولار إضافة إلى إجباره على القيام بأعمال لخدمة المصلحة العامة». ويبرر إسبيندولا هذا المشروع الذي يهدف من خلاله إلى «الدفاع عن العائلة» بأن استطلاعات الرأي الأخيرة تشير الى أن ثمانية من أصل كل عشرة كولومبيين خانوا أو يخونون شريكهم مرة واحدة على الأقل، وأن الخيانة الزوجية هي سبب أساسي في تفشي العنف داخل العائلات. وينوي الشيخ الإنجيلي إسبيندولا من خلال القانون إعطاء الشريك المخان «أداة تساعده على استعادة حقوقه». ويوضح الشيخ أنه حسب القانون الجديد، لن يتم مقاضاة الخائن «إذا سامحه شريكه».
ويرى منتقدو المشروع أنه «دون جدوى ومتخلف ولا يستحق إلا السخرية». ويقول الفيلسوف غيريت ستولبروك إن إقرار مشروع كهذا قد يمثّل «قفزة هائلة إلى الوراء» وإن من إنجازات الحداثة «فصل المواضيع الأخلاقية والدينية عن صلب القانون». ويقول الكاتب أوسكار كولازوس في مقاله الأسبوعي إن القرون الوسطى هي التي وصفت الخيانة الزوجية بـ «التصرف الشيطاني»، والقوانين الجديدة يجب ألاّ تسنّ لمثل هذه الغاية لأن عقد الزواج بين شخصين داخل المؤسسة الدينية أو خارجها يبقى «عقداً رمزياً» بل لمقاضاة أنواع أخرى من «جرائم الحب» مثلاً، «العنف الذي يمارس بحق المرأة، خائنة كانت أم لا» ويختم قائلاً إن «صاحب المشروع نجح منذ الآن في دخول سجل أسخف المشرّعين الذين عرفتهم الجمهورية».
يبقى أن الطرفين على الأقل متفقان على أن حظوظ إقرار هذا المشروع شبه معدومة.