أسامة القادري
أبو سمير الذي شرّده الفقر من جرود عكار فنزح إلى العاصمة بيروت ليعمل «بالأجرة» سائق تاكسي بين المكلس والصياد، لم يعرف طوال خمس وعشرين سنة أن يدخر ثمن سيارة يمتلكها، وذلك لأن زوجته «مبذرة» كما يصفها. إلا أنه قرر أخيراً أن «يجمّع» ثمن السيارة التي يعمل عليها لتبقى «النمرة» بالأجرة، ليخفف على نفسه أعباء المصاريف، من دون أن يعلم زوجته بما يفعل، فكانت «خزينته» جيبته. بقي أبو سمير مدة أربعة أشهر على هذه الحال إلى أن اكتمل مبلغ 800 دولار في جيبه.
ذات يوم استوقفه شاب «دغشة» أراد الذهاب إلى الطيونة مقابل خمسة آلاف ليرة طلبها السائق، وعند وصوله إلى منطقة شبه خالية من المارة، طلب منه الزبون فجأة أن يتوقف ثم شعر أبو سمير أن شيئاً ما هوى على رأسه كالصاعقة، وفقد الوعي. ولما استفاق وجد نفسه في أحد المستشفيات، فراح يصيح ويولول «أخذولي مصرياتي». ومنذ تلك الحادثة تعلم أبو سمير أن يأتي بماله الى زوجته كلما قبض، لتصرفه حتى لا يسرقه آخرون.