كامل جابر
العيد جنوباً عاد بحال حزينة، لكن جمعيات ومجموعات وأفراداً أصرّوا على نزع الرداء الأسود عن جبل عامل فكانت نشاطات للفرح.
جمعية التنمية للإنسان والبيئة سعت إلى إحياء تقاليد الفرح في العيد ليكون يوماً ترفيهياً طويلاً للأطفال، نظمت نشاطاتها بالتعاون مع عشرات البلديات والأندية والجمعيات لتغطي النشاطات أكثر من 52 مدينة وبلدة في أقضية النبطية وصور ومرجعيون وبنت جبيل وجزين والزهراني، وتنوعت بين رحلات للأطفال وكرمس وملاه ومسرحيات مختلفة.
في بعض البلدات تعالت ضحكات الصغار رغم الدموع التي كانت تنهمر من عيون الكبار، ورغم الدمار الذي ما زال جاثماً فوق بعض الأراضي. أمتار قليلة فصلت بين أنقاض بعض المنازل والساحات التي تحولت خلال العيد إلى مجمع للألعاب والترفيه.
كان العيد محاولة للتعويض عن الحزن والضغط والخوف الذي جعل حياة الأطفال والكبار جحيماً، كان مناسبة لينسى بعض الصغار في الجنوب تلك الصور البشعة التي طبعت في ذاكرتهم خلال العدوان الإسرائيلي. ساحات البلدات التي هجرها أهلها لـ 33 يوماً، استعادت أخيراً دورها حاضنة لأبنائها، وخاصة الصغار منهم.
عدسات الكاميرات كانت تستعيد خلال العيد دموع من فقدوا أحباء لهم خلال العدوان، لكن النشاطات المخصصة للأطفال خرقت ذلك المشهد الحزين فاتسع “الكادر” لغصات الحزن وفرح ممزوج ببراءة الأطفال الذين يريدون أن ينسوا الدمار.
في بلدة كفررمان (في قضاء النبطية) نظمت الجمعية بالتعاون مع البلدية والجمعيات الكشفية “كرمساً” للأطفال في باحة مدرسة كفررمان المتوسطة، وإضافة إلى الألعاب التنافسية والمسابقات والجوائز، أُقيمت أراجيح العيد وبرامج ترفيهية للأطفال دون الخامسة من العمر، منها اسكتشات قصيرة وأغان وأناشيد؛ ثم عرضت مسرحية “قرية السنافر” التي أدى أدوار البطولة فيها هواة من كفررمان ومنطقة النبطية، ثم وُزعت هدايا ولعب على نحو 500 طفل شاركوا في الكرمس والمسرحية والبرامج المتنوعة.
وأشار قائد فوج كشاف التربية الوطنية في كفررمان، عضو المجلس البلدي يوسف سلامة إلى أن الدعوة وجهت إلى أطفال البلدة بالتواتر “ولأنهم يتوقون للفرح واللهو، أتوا بالمئات ليشاهدوا عرض مسرحية طفولية “قرية السنافر” وليشاركوا في الألعاب الترفيهية ويتنافسوا بمحبة ووجوههم عامرة بالابتسام؛ بعيداً عن المفرقعات الغائبة عن الرقابة التي زرعت الرعب بدوي أصواتها، بعدما روّج لبيعها التجار بأسماء مقتبسة من صواريخ المقاومة “رعد” و“خيبر” وغيرها؛ ولأن العيد يرتبط في مخيلة الصغار بالألعاب واللهو والترفيه، قدمنا لهم هدايا ترضي أهواءهم، وكذلك المرطبات”.
ونظمت جمعية التنمية للإنسان والبيئة مهرجان العيد في النبطية بالتعاون مع مركز كامل يوسف جابر الثقافي، ورحلات لأطفال بلدات: كفرصير وعربصاليم وزوطر الشرقية وكفرتبنيت ويحمر وحاروف في منطقة النبطية لمئات الأطفال، إلى مناطق لبنانية مختلفة؛ وعرضاً مسرحياً للأطفال في بلدة القصيبة، وألعاب الملاهي في نحو 11 قرية وبلدة جنوبية داخلية وحدودية.