قبل أسابيع، امتنع أصغر فرهادي (الصورة) عن حضور حفلة «الأوسكار» في موقف سياسي واضح، عبّرت عنه لاحقاً رائدة الفضاء الإيرانيّة الأميركيّة أنوشه أنصاري التي تسلّمت جائزة أفضل فيلم أجنبي نالها شريط «البائع» للمخرج الإيراني.
ألقت أنصاري بياناً تضمّن انتقادات لسياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب. كانت هذه فرصة لبعض المنتقدين الذين اتهموا فرهادي بالمساومة مع «نظام بلاده القمعي الذي طاول كاميرات زملائه السينمائيين، أبرزهم جعفر بناهي وصراعه الحاد مع رقابة بلاده». من باب السياسة، أطل فرهادي مجدداً، على صفحات «هآرتس» الإسرائيلية، في مقابلة نُشرت في 20 آذار (مارس)، رغم أنها كانت قد أجريت معه في فرنسا خلال «مهرجان كان السينمائي» في أيار (مايو) 2016. «الفائز بالأوسكار أصغر فرهادي حول الصراع الإسرائيلي ــ الإيراني: أملي الوحيد هو في الشعوب، لا في السياسيين»، هذا هو عنوان المقابلة التي أجراها فرهادي باللغة الفارسية، بمساعدة مترجم، كما يذكر المقال.

معظم المقابلة تناولت أفلام أصغر فرهادي وأبطاله، كما طاولت السينما والمسرح والفنون الأخرى. وعندما انتقل الصحافي الإسرائيلي من الحديث عن المسرح إلى سؤال حول كيفية حل النزاع بين العدو الإسرائيلي وإيران، جاء جواب فرهادي كالآتي: «السياسيون لا يريدون حل هذا النزاع... أملي الوحيد هو في الشعوب...»، مضيفاً ان «السياسيين يخلقون الخوف ليحموا شرعيتهم». لم يكتف المخرج الإيراني بهذا القدر من تسطيح الصراع مع «إسرائيل»، بل اعترف، بشكل غير مباشر، بشرعية الاحتلال، وخصوصاً حين ساوى بين بنيامين نتنياهو والرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد.