مددتُ يدي إلى القلم لأكتبَ «الـدُّودة...» (تلك الدودةَ الخبيثةَ التي تحرّكتْ لتوّها في دماغي). ما بينَ التِقاطِ القلمِ والعثورِ على الصفحةِ البيضاءِ في الدفتر.. ضاعت «الدودة».
وهكذا
نسيتُ الدودةَ وما كانت تُريدُ أنْ تُسِرّهُ إليّ الدودةْ.
لكنْ (قلتُ مُواسِيأ نفسي)
ما دمتُ قد أمسكتُ القلمَ
وما عادَ لديّ مهربٌ مِنَ الشركِ الذي أوقعتني فيهِ الخبيثةُ الدّودةْ،
فإذنْ لا بدّ مِن كتابةِ شيءٍ ما (شيءٍ هزيلٍ ما)
يُعَوِّضُعي عنْ خسارةِ ما كانت تحملُـهُ إليَّ رسولتي «الدودةْ».
وهكذا، بلا أدنى تَـحَسُّرٍ أو عذاب،
نَـحَّيـتُ الدودةَ اللّـئيمةَ عنْ بالي وكتبتُ الـ : «العصفور».
وإذْ أعجبني «العصفور»
ابتَهَجْتُ بما أهداهُ إليّ العصفورُ واعترَفْتُ له:
«أنا وأنتَ مَدينانِ للنسيان».
وقبلَ كلِّ شيء، كي لا أكونَ عاقّاً وناكِراً للجميل،
ضممتُ يديَّ هكذا، مثلما يَفعلُ الـمؤمنون الصالحون،
ورَتَّـلتُ في بالِ نفسي:
«شكراً لرسولتِـنا الكريمةِ الدُّودةْ»!
19/12/2017