على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

أنا من الذين سُرّوا لافتضاح الوجه الحقيقي للغرب. أن تمنع فرنسا العباءة والحجاب، أو أن تمنع مدارس برلين الكوفية، أو أن يُصدر الكونغرس الأميركي قراراً يندّد بشعار «من النهر إلى البحر»، تُفيد في فضح غاياتهم (ومن المعروف أنّ الكونغرس بناءً على دراسة له توصّل إلى استنتاج بأنّ شعار «من النهر إلى البحر» معادٍ للسامية، وأنّ أغنية «شتي يا دنيي» هي الأخرى معادية للسامية). الصحافة في الغرب مُجاهرة بانحيازها والرأي الآخر ممنوع أو مُقيّد أو هو موجود بنسبة واحد في المئة. نأخذ صحافة الغرب على محمل الجدّ. تدركون أنّ توماس فريدمان كتب مقالة طويلة أخيراً مبنيّة بالكامل على تحليلات نديم قطيش (للأمانة، شكر الأخير لفريدمان هذا الشرف). وفريدمان قريب من العرب الذين يعملون في صحافة السعودية والإمارات، ويراهم ممثّلين للرأي العام العربي (لهذا هو وغيره يصرّون على أنّ العرب تصالحوا على المستوى الشعبي مع إسرائيل). وكنتُ أسمع قبل قدومي إلى أميركا أن بربارة والترز صحافيّة عالميّة. وعندما تابعتُها هنا أدركتُ أنّها صحافيّة بنفس المعنى الذي يكون فيه عوني الكعكي صحافياً. الـ «إنترسبت» الليبراليّة نشرت أمس خبراً عن تسرّب مذكّرة رسميّة لها من صحيفة «نيويورك تايمز»، وفيها أنّ الجريدة أبلغت في مذكرة رسميّة الصحافيّين الذين يغطون الشرق الأوسط بـ «تحديد» استعمال عبارات «إبادة» و«تطهير عرقي» وتجنّب استعمال «الأراضي المحتلّة» في وصف الأراضي الفلسطينية. وتطلب المذكّرة من الصحافيّين تجنّب استعمال كلمة فلسطين «إلا في الحالات النادرة جداً»، وتجنب عبارة «مخيّمات اللاجئين» في وصف أماكن في غزة كان الإسرائيليّون قد هجّروا فلسطينيّين إليها في الحرب الأخيرة. طبعاً، إنّ الوضع القانوني لـ «مخيمات اللاجئين الفلسطينيّين» معترف به دولياً وعبر الأمم المتحدة. يعترف مستشار أوباما لشؤون الأمن القومي، بن رودس، أنّه نصح أوباما بتجنّب استعمال مصطلح «الأراضي المحتلّة» في إشارة إلى… الأراضي المحتلّة. وقد وزّعت الجريدة المذكّرة على العاملين والعاملات في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي وخضعت لتعديلات. وقد تسرّبت من الجريدة خلافات في داخلها حول محاولتها التغطية على جرائم إسرائيل ونشر أكاذيبها.

0 تعليق

التعليقات