على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

يمكن اختصار المشهد الداخلي في دول الغرب منذ بدء الحرب على غزّة بـ «الحرب على حريّة التعبير». اللوبيات الصهيونيّة في حالة ذعر وارتباك شديدَين. الوضع لم يكن ممسوكاً، والحظر في مواقع التواصل الخاضعة لمشيئة نتنياهو لم تستطع أن تزيل كل مشاهد الإبادة في غزة. مشروع حظر تيك توك، لا يزال سارياً لكنه لم يكفِ. المشكلة الحقيقيّة في الشوارع والساحات وفي حرم الجامعات. شباب في كل دول الغرب يرفض سياسات ومعايير الحكومات. اتهامات معاداة السامية التي كانت مخيفة قبل سنوات لم تعد تُخيف: ليس لأن معاداة السامية جائزة، بل لأن الصهاينة سيّسوا العبارة إلى درجة أفقدتها معناها. خذوا شعار «من النهر إلى البحر». لم يكن سائداً كثيراً في التظاهرات هنا. لكن بمجرّد أن هتفت به تظاهرة أو تظاهرتان، قامت قيامة الصهاينة وتدخّل الكونغرس، وهدّدوا بقطع المساعدات الفدراليّة عن الجامعات (الجامعات البحثيّة تعتمد على ملايين الدولارات من الحكومة في أبحاثها). عندها، وعندها فقط، تحوّل الشعار إلى شعار آسر وشعبي يهتف به الشباب والشيوخ في التظاهرات. ليس هناك تظاهرة إلا وتسمع فيها الشعار. بات مكتوباً على الصفحات، وعلى المواقع، وهناك مشاريع لرسمه على قمصان. اللوبي الإسرائلي الذي كان يعمل بهدوء وسكينة وخبث خرج عن طوره، وهو يرغي ويزبد حتى على حسابه على تويتر. جامعة جنوب كاليفورنيا (تستقطع الأجانب من منطقتنا وغيرها) اضطرّت إلى منع الخطيبة الرئيسة في احتفال التخرّج. تختار الجامعة ممثّلاً عن الطلاب بناءً على العلامات والعمل الخيري، وتم اختيار الطالبة أسنا تبسّم (مسلمة غير عربيّة من أصل آسيوي) من بين 100 طالب وطالبة يتمتّعون بالصفات المطلوبة. لكن ما إن أُعلن اسمها حتى ثارت ثائرة المنظمات الصهيونية في الجامعة، وسارعت إلى اتهام الطالبة، كالعادة، بمعاداة اليهوديّة لأنها كتبت على صفحتها على إنستغرام أنّ «الصهيونية أيديولوجية استيطان عنصري استعماري تطالب ببناء دولة إثنيّة يهودية على الأراضي الفلسطينية». أي إنّ كلامها وصفي محض، وطالبت بدولة واحدة. الإدارة منعتها من إلقاء كلمتها، وتذرّعت بأسباب أمنيّة. أتوقّع أنّها ستُقاضي الجامعة وستربح.

0 تعليق

التعليقات