على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

قد يكون قد فاتكم الخبر على أهميّته، ربما بسبب الحرب على غزة. لقد طار وفد لبناني مُعارِض (معارِض فقط للمقاومة ضد إسرائيل) إلى واشنطن من أجل نقل وجهة النظر السياديّة. والسيادة، بالمفهوم الانعزالي، لا تتعارض مع، بل تتطلّب، استجداء مواقف من الحكومة الأميركيّة، أو من تختارها من بين الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي. ونشرت «الشرق الأوسط» (وهي جريدة مُعارِضة وتمثّل التهوُّك الديموقراطي عند الشعب العربي) مقالة طويلة عن انطباعات ولقاءات الوفد. قالت إن الوفد التقى «مسؤولين في الإدارة». ونقلت الجريدة كلام أعضاء الوفد ونسبته إلى اجتماعات مع «المسؤولين الأميركيّين الذين كانوا مشمولين باللقاءات». وزيارة الوفد تُرتَّب ليس من قبل الوفد. لا تعمل الإمبراطوريّات بهذه الطريقة. تقوم السفارة في بيروت باقتراح قيام وفد بالزيارة بهدف زيادة الضغط على أعداء إسرائيل في لبنان، ومن أجل تعريف أعضاء صهاينة في الكونغرس على لبنانيّين. وزادت الجريدة ـــ نقلاً عن أعضاء الوفد ــــ أنّ «المسؤولين الأميركيّين شدّدوا على ضرورة الإسراع بانتخاب رئيس». هنا تحتاج أن تذكِّر نفسك بأن الوفد هذا سيادي وهو يعارض الاحتلال الإيراني. (عنونت جريدة «الشرق الأوسط» قبل أيّام أنّ الرئيس الفرنسي ممسك بالملف اللبناني، ما استدعى تساؤلات حول قدرة ماكرون على الإمساك بملف بلد خاضع للاحتلال الإيراني). لكن من هم هؤلاء المسؤولون الأميركيّون؟ أنا أجزم بأنّ بايدن مثلاً أصرَّ على لقاء الوفد اللبناني بعدما سمع الكثير عن صلابة ونفوذ نوّاب التغيير، وخصوصاً بعدما صارح مارك ضو الناخبين بعد انتخابه بأنه من مؤيّدي النضال الموسيقي لتحرير فلسطين، وأن محمود عبّاس هو قدوته في الحكم. ثم وضع الوفد صوراً على المواقع للقاءاتهم مع أعضاء الكونغرس الصهاينة، لكنّنا لم نر صورة مع مسؤول أميركي (وضو نشط في وضع الصور حيث نشر في زيارة سابقة صورة على درج الكونغرس مع النائبة الفلسطينية رشيدة طليب وقال إنهما تباحثا في شؤون المسكونة). لكن يجب الإقرار من دون مكابرة بأنّ الوفد أثبت شجاعته عندما انتقد مقاومة إسرائيل من قلب العاصمة الأميركية. هذه شجاعة منقطعة النظير.

0 تعليق

التعليقات