لأنني، وحيداً، سلكتُ تلك الدربَ الذاهبةَ إلى النبع..
لأنني لم ألتفتْ ناحيةَ اليمين لأستغيث بحَمَلةِ حِرابِ العقائد،
ولا ناحيةَ الشمال حيث يَتَربّصُ سيّافو العقائدِ الأخرى...
لأنني لم أكنْ إلا «أنا» (رسولَ «أنا» وتابعَ «أنا» والمنبوذَ على طريقِ «أنا»...)
لأنني، ولأنني، ولأنني....:
ها هم، وها هم !
أولئك (أولئك القدّيسون) يَتَوعَّدونني باقتلاعِ رقبتي؛
والآخرون (الأكثر قداسةً) يتهيؤون لمضغِ دماغي وقلبي.
أتُراني أُفلِحُ في الوصول إلى نهايةِ الدرب حيّاً؟ أم...؟
.. .. ..
بين حِرابِ هؤلاء وسيوفِ أولئك، لا أزال أمشي.
أمشي خائفاً، وحيداً، وحالماً.
وإذْ لا أجدُ حولي ما يستحقّ الالتفاتَ إليه والاستغاثةَ به،
ألتفتُ، قانطاً، إلى داخل نفسي
فأشمّ في بالِ نفسي (كأنما هي قادمةٌ من بالِ نفسي) رائحةَ هواءِ الجبّانةِ
مختلطةً برائحةِ ماءِ الينبوع.
9/3/2015