شدّد الأمين العام شي جين بينغ في تقريره إلى المؤتمر الوطني العشرين للحزب الشيوعي الصيني على التزام الصين بسياستها الخارجية المتمثلة في صون السلام العالمي وتعزيز التنمية المشتركة والدفع إلى بناء مصير مشترك للبشرية.توجّهت قوات حفظ السلام الصينية التابعة للأمم المتحدة في لبنان إلى منطقة المهام للمرة الأولى في آذار 2006، وقد أكملت 20 مرة من عملية تناوب، وأرسلت أكثر من 7000 جندي لحفظ السلام، وقدّمت مساهمات إيجابية للحفاظ على السلام العالمي وتعزيز التنمية المشتركة، ما يظهر صورتها كقوة للسلام والعدالة.
على مدار الـ 17 عاماً الماضية، كانت رسالة الدفعة تلو الأخرى من ضباط قوات حفظ السلام الصينية الوفاء بمسؤولية الدولة الكبرى في حفظ السلام العالمي وبناء مصير مشترك للبشرية. وأصبحت الخوذة الزرقاء الصينية قوة رئيسية لحفظ السلام في جنوب لبنان.
منذ سبعينيات القرن الماضي، زُرعت مئات الآلاف من الألغام في منطقة الخط الأزرق على الحدود المؤقتة بين جنوب لبنان وإسرائيل. وواحدة من مهام قوات حفظ السلام الصينية إزالة هذه الألغام وتفجيرها. ويتعامل ضباط حفظ السلام الصينيون مع المخاطر والصعوبات والأخطار بهدوء وينجزون المهام بكفاءة. وقد مسحوا حوالي مليوني متر مربع من بقع الألغام المشبوهة ومناطق المتفجرات المتناثرة وأكثر من 14000 متر من طرق الدوريات، وتم تعطيل أكثر من 20000 قطعة من الألغام الأرضية وأنواع مختلفة من الذخائر غير المنفجرة.
نالت المعايير الصينية إشادة واسعة النطاق في منطقة المهام. وأنجز ضباط حفظ السلام الصينيون المهام بحزم وعزم، وأظهروا روحاً قتالية عنيدة، وأنجزوا أكثر من 12000 مهمة تشييد للبنى الهندسية كبناء نقاط المراقبة المعزّزة على الخط الأزرق وترميم طرق الدوريات. في عام 2020، خرجت البعثة الصينية من منطقة المهام إلى مرفأ بيروت للمرة الأولى لأداء مهام الإغاثة بعد انفجار مرفأ بيروت، وأنجزت إزالة حوالي 60 ألف متر مربع من الأنقاض، ما لقي إشادة واستحساناً من مقر الأمم المتحدة. وأصبح الأسلوب الممتاز ومعايير الدرجة الأولى للخوذة الزرقاء الصينية أيقونة بارزة في منطقة المهام.
«إذا أصبت، من فضلك أن توصلني إلى مستشفى قوة حفظ السلام الصينية». لا تعبر هذه الجملة القصيرة عن ثقة السكان المحليين بأطباء قوة حفظ السلام الصينية فحسب، بل تشكل تقديراً عالياً لتقنيتهم ​​الطبية وخدمتهم الدقيقة. في منطقة المهام، أنشأ الأطباء الصينيون عيادات الخارجية وعيادات طوارئ ونظّموا جولات لتقديم الأدوية والخدمات الطبية المجانية لموظفي الأمم المتحدة والسكان واللاجئين المحليين، وعالجوا أكثر من 100 ألف شخص وأجروا أكثر من 2500 عملية جراحية.
بالتزامن مع أداء مهام حفظ السلام بكفاءة، تركز قوات حفظ السلام الصينية على تعزيز التعاون وتعميق الصداقة والقيام بتبادلات ثقافية مع السكان المحليين وقوات حفظ السلام الصديقة، ما يزيد المعرفة المتبادلة ونقل السلام والصداقة. وهي تولي اهتماماً للتبادل الثقافي في منطقة المهام وتقيم أنشطة في هذا الاطار، كالاحتفال بعام الصين القمري ومسابقات كأس الخوذة الزرقاء والمهرجان الثقافي الصيني، وأدخلت مراراً أنشطة ثقافية صينية إلى حرم المدارس. كما أقامت دورات تدريبية للغة الصينية والطب الصيني.
كانت الظروف المعيشية للسكان في جنوب لبنان صعبة بسبب تداعيات الحرب. وقد زار ضباط حفظ السلام الصينية المدارس المحلية والقرى المحيطة عدة مرات للقيام بدراسة الميدانية وأرسلوا الأفراد والآليات للمساعدة على تحسين البيئة الصحية وإنارة الشوارع ونصب المكيّفات وإصلاح الثكنات، الأمر الذي لقي إشادة عالية من السكان المحليين.
في 25 تموز 2006، أدّى المقدم دو جاويو، وهو مراقب عسكري صيني أُرسل إلى هيئة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة في جنوب لبنان، واجبه، وقدّم التضحية القصوى من أجل السلام. وبعد الانفجار المأساوي في مرفأ بيروت عام 2020، توجهت قوة حفظ السلام الصينية التابعة لليونيفل إلى مكان الحادث لتنفيذ عمليات إنقاذ في إطار الأمم المتحدة.
في 1 تموز من هذا العام، حضرت والسيد تشيان مينجيان، سفير الصين المعتمد لدى لبنان، حفل تقديم الميداليات لقوة حفظ السلام الصينية. في هذا الحفل، يتم منح جميع أعضاء القوة الـ 410، الذين قدّموا مساهمات بارزة للسلام والاستقرار، ميداليات الأمم المتحدة لحفظ السلام.
تحدوني ثقة تامة بأن كل ضباط قوة حفظ السلام الصينية سيواصلون الالتزام بمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة في المستقبل مع الالتزام الثابت بالمبادئ الأساسية لعمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام والتنفيذ الصارم لمذكّرة التفاهم ومختلف إجراءات التشغيل الموحّدة لليونيفل، ويضعون في اعتبارهم دائماً الوفاء بمسؤولية الدولة الكبرى وصون السلام العالمي.

* ملحق الدفاع لجمهورية الصين الشعبية
لدى الجمهورية اللبنانية

** في مناسبة الأول من آب الذي يصادف الذكرى الـ96 لتأسيس جيش التحرير الشعبي الصيني