لا يمكن للصّورة أن تتجزّأ. المكانة العلميّة التي حظي بها خالد أسعد وازَتها مكانةٌ اجتماعيّة لا تقلّ أهميّة. كان الرّجل وجيهاً في مدينته وعشيرته، ومرجعاً لحل أي خلافٍ عائلي أو عشائري. يتفق الجميع على أنّ «كلمتو ما بتصير 2». عُرف بحرصه على حضور جنازة كل من يموت في مدينة تدمر، صغيراً كان أم كبيراً، قريباً أم غريباً، وبإصراره على مواكبتها سيراً على قدميه.
كان يقول: «تواضعآ لله ولجنازة الميت ما بحب اركب السيارة بأي جنازة». يقول زكريّا أسعد لـ «الأخبار» عن والده: «مثال لأفضل أب يمكنك أن تتمناه وتفخر به. أب حنون وصديقٌ قريب، المناصحة كانت وسيلة التّربية المفضّلة لديه. أعطانا الحرية المطلقة في اختيار طرق حياتنا». يذكر الشاب تفاصيل كثيرة، ينمّ كلّها عن صورة الرّجل المثال، ومن أبسطها أنّه «كان اذا انتهى من طعامه، يحرصُ على حمل الصحن الذي أكل به إلى المطبخ بنفسه». على صفحتها على فايسبوك، تكتب ابنته رابعة: «قتلوك الي مالون دين، ولك بنت الشهيد أنا هنوووني». ثمّ تُردف: «حقي شوف حالي وأفتخر بحياتك وبشهادتك، كان اسمي رابعة خالد الأسعد وهلأ صار اسمي رابعة بنت الشهيد البطل خالد الأسعد. عزّي وفخري من يوم ولدت لحتى انحط تحت التراب».